للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

المكوس وَإِبْطَال مَا أحدث بعد نور الدّين مَحْمُود من القبائح والمنكرات والضرائب وَأظْهر أَنه إِنَّمَا جَاءَ لتربية الصَّالح بن نور الدّين وَأَنه يَنُوب عَنهُ وَيُدبر دولته وَكَاتب الْأَطْرَاف بذلك. وتسلم قلعة دمشق بعد امْتنَاع فَأنْزل بهَا أَخَاهُ ظهير الْإِسْلَام طغتكين بن أَيُّوب وَبعث بالبشارة إِلَى الْقَاهِرَة وَخرج مستهل جُمَادَى الأولى فنازل حمص حَتَّى تسلمها فِي حادي عشرَة وامتنعت عَلَيْهِ قلعتها فَأَقَامَ على حصارها طَائِفَة وَسَار إِلَى حماة فَنزل عَلَيْهَا فِي ثَالِث عشريه وَبهَا عز الدّين جرديك فسلمها إِلَيْهِ. وفى جُمَادَى الأولى: ولي ابْن عصرون الْقَضَاء بديار مصر. وَسَار صَلَاح الدّين إِلَى حلب وَبعث إِلَى الصَّالح إِسْمَاعِيل فِي الصُّلْح مَعَ جرديك فَأبى أَصْحَابه ذَلِك وقبضوا على جرديك وقيدوه فَبلغ ذَلِك صَلَاح الدّين وَقد سَار عَن حماة يُرِيد حلب فَعَاد إِلَيْهَا. ثمَّ سَار مِنْهَا إِلَى حلب وَنزل حَبل جوش ثَالِث جُمَادَى الْآخِرَة واستعد أهل حلب وَخَرجُوا لقتاله وقاتلوه قتالا شَدِيدا إِلَى أول رَجَب. فَرَحل صَلَاح الدّين يُرِيد حمص وَقد بلغه مسير القومص ملك الفرنج بطرابلس بمكاتبة أهل حلب وَأَنه منَازِل لحمص. فَلَمَّا ترب من حمص عَاد القومص إِلَى بِلَاده فنازل صَلَاح الدّين قلعتها وَنصب المجانيق عَلَيْهَا إِلَى أَن تسلمها بالأمان فِي حادي عشري شعْبَان وَسَار إِلَى بعلبك حَتَّى تسلم قلعتها فِي رَابِع رَمَضَان وَعَاد إِلَى حمص. وَكَانَت بَينه وبن أَصْحَاب الصَّالح وقْعَة على قُرُون ماة فِي يَوْم الْأَحَد تَاسِع عشرَة انتصر فِيهَا صَلَاح الدّين وَهَزَمَهُمْ وغنم كل مَا مَعَهم وَلم يقتل فِيهَا أكتر من سبع أنفس وَسَار حَتَّى نزل على حلب وَقطع الْخطْبَة للصالح وأزال اسْمه عَن السِّكَّة فِي بِلَاده فَبعث أهل الصَّالح إِلَيْهِ يَلْتَمِسُونَ مِنْهُ الصُّلْح فَأجَاب إِلَيْهِ

<<  <  ج: ص:  >  >>