على أَن يكون لَهُ مَا بدهر من بِلَاد الشَّام وَلَهُم مَا بِأَيْدِيهِم مِنْهَا واستزاد مِنْهُم المعرة وَكفر طَابَ وكتبت نُسْخَة يَمِين وَعَلَيْهَا خطّ صَلَاح الدّين بَعْدَمَا حلف وَعَاد إِلَى حماة. وَكَانَ صَلَاح الدّين قد كتب إِلَى بَغْدَاد يعدد فتوحاته وجهاده للفرنج وإعادته الْخطْبَة العباسية بِمصْر واستيلاءه على بِلَاد كَثِيرَة من أَطْرَاف الْمغرب وعَلى بِلَاد الْيمن كلهَا وَأَنه قدم إِلَيْهِ فِي هَذِه السّنة وَفد سبعين رَاكِبًا كلهم يطْلب لسلطان بَلَده تقليدا. وَطلب صَلَاح الدّين من الْخَلِيفَة تَقْلِيد مصر واليمن وَالْمغْرب وَالشَّام وكل مَا يَفْتَحهُ بِسَيْفِهِ. فوافته بحماة رسل الْخَلِيفَة المستضيء بِأَمْر الله بالتشريف والأعلام السود وتوقيع بسلطنة بِلَاد مصر الشَّام وَغَيرهَا. فَسَار وَنزل على بعرين وَيُقَال بارين وحاصر حصنها حَتَّى تسلمه فِي الْعشْرين مِنْهُ وَرجع إِلَى حماة. وفيهَا تقرر الْعِمَاد الْأَصْفَهَانِي نَائِبا فِي الْكِتَابَة عَن القَاضِي الْفَاضِل بسعاية نجم الدّين مُحَمَّد بن مصال. وَسَار صَلَاح الدّين إِلَى دمشق ثمَّ رَحل عَنْهَا فَنزل مرج الصفر ووافته بِهِ رسل الفرنج فِي طلب الْهُدْنَة فأجابهم إِلَيْهَا بِشُرُوط اشترطها. وَأذن للعساكر فِي الْمسير إِلَى مصر لجدب الشَّام فَسَارُوا وَرجع هُوَ إِلَى دمشق فِي محرم سنة إِحْدَى وَسبعين وفوض أمرهَا إِلَى ابْن أَخِيه تَقِيّ الدّين عمر بن شاهنشاه بن أَيُّوب.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute