وَفِي شعْبَان: أوقف الْملك الْأَشْرَف على الْقبَّة المنصورية بَين القصرين من قرى عكا الكابرة وتل الميشوح وكردانة، وَمن سَاحل صور معركة وصريفين، وأوقف أَيْضا على الْمدرسَة الأشرفية بجوار السيدة نفسية قَرْيَة الْفَرح من عكا، وقرية شعر عمر وقرية الْحَمْرَاء مِنْهَا، وَمن سَاحل صور قَرْيَة طبرية. وَفِي ثامن عشره: أفرج السُّلْطَان عَن الْأَمِير بدر الدّين بيسرى الشمسي الصَّالِحِي، وَكَانَ السُّلْطَان الْملك الْمَنْصُور قلاوون قد اعتقله فِي أَوَائِل دولته كَمَا تقدم ذكره، فأفرج الْأَشْرَف عَنهُ، وَكتب إفراجه وَجعل فِي كيس حَرِير أصفر، وَختم عَلَيْهِ بِخَاتم السُّلْطَان، وَتوجه بِهِ إِلَى الْجب الْأَمِير بدر الدّين بيدرا النَّائِب والأمير زين الدّين كتبغا وعدة من الْأُمَرَاء، وأخرجوه وقرءوا عَلَيْهِ الإفراج، وأحضروا تشريفة وهموا بِكَسْر قَيده، فَقَالَ: " لَا يفك الْقَيْد من رجلى، وَلَا ألبس التشريف، إِلَّا بعد أَن أتمثل بَين يَدي السُّلْطَان " وصمم على ذَلِك فَأعْلم السُّلْطَان بِهِ، فَأمر بإحضاره بعد فك قَيده وَهُوَ بملبوسه الَّذِي عَلَيْهِ فِي الْجب، فَكسر حِينَئِذٍ قَيده وَمَشى إِلَى السُّلْطَان، فَلَمَّا عاينه قَامَ إِلَيْهِ وأكرمه وَألبسهُ التشريف وَأَجْلسهُ بجانبه، وأنعم عَلَيْهِ بالأموال وأنواع الثِّيَاب، وَأَعْطَاهُ فِي مَجْلِسه إمرة مائَة فَارس، وَعين لَهُ إقطاعا وارفرا: مِنْهُ منية بني خصيب دربستا بجواليها ومواريثها الحشرية وَنزل إِلَى دَاره، فَصَارَ ينتسب إِلَى الْملك الْأَشْرَف وَيكْتب بيسرى الأشرفى، بَعْدَمَا كَانَ يكْتب الشمسى. وَفِي رَابِع رَمَضَان: أفرج عَن الْأَمِير الدّين شمس سنقر الْأَشْقَر، والأمير حسام الدّين لاجين الصَّغِير نَائِب الشَّام، والأمير ركن الدّين بيبرس طقصوا، والأمير شمس الدّين سنقر الطَّوِيل، وَأمرُوا على عَادَتهم، وَقبض على الْأَمِير علم الدّين سنجر الدواداري بِدِمَشْق، وَحمل إِلَى قلعة الْجَبَل مُقَيّدا، فوصل فِي سَابِع عشره. وَفِي هَذَا الشَّهْر: عزم السُّلْطَان على صرف قَاضِي الْقُضَاة تَقِيّ الدّين عبد الرَّحْمَن ابْن بنت الْأَعَز عَن وَظِيفَة الْقَضَاء وَسَائِر مَا بِيَدِهِ من المناصب، بِكَثْرَة حط الْوَزير ابْن السلعوس عَلَيْهِ. وَخرج الْبَرِيد فِي يَوْم تَاسِع رَمَضَان بِطَلَب بدر الدّين مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن سعد الله
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute