للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عشر رَجَب عنْوَة وَقتل من بهَا من الْمُقَاتلَة وَسبي الْحَرِيم وَالصبيان وَأخذ بترك الأرمن وَكَانَ بهَا فَأسر. وَكَانَت مُدَّة حصارها ثَلَاثَة وَثَلَاثِينَ يَوْمًا وَقد سَمَّاهَا السُّلْطَان قلعة الْمُسلمين فَعرفت بذلك وَحمل إِلَيْهَا زردخاناه وألفا ومائتي أَسِير وَاسْتشْهدَ عَلَيْهَا الْأَمِير شرف الدّين بن الخطير. فَلَمَّا وَردت البشائر إِلَى دمشق بِفَتْح قلعة الرّوم زينت الْبَلَد ودقت البشائر ورتب السُّلْطَان الْأَمِير سنجر الشجاعي نَائِب الشَّام لعمارة قلعة الْمُسلمين فعمر مَا هدمته المجانيق والنقوب وَخرب ربضها. وَعَاد السُّلْطَان رَاجعا فِي يَوْم السبت ثامن عشره فَأَقَامَ بحلب إِلَى نصف شعْبَان وعزل قرا سنقر عَن نِيَابَة حلب وَولي عوضه الْأَمِير سيف الدّين بلبان الطباخي المنصوري ورتب بهَا الْأَمِير عز الدّين أيبك الْموصِلِي شاد الدَّوَاوِين ورحل السُّلْطَان إِلَى دمشق فَدَخلَهَا فِي الثَّانِيَة من بوم الثُّلَاثَاء عشري شعْبَان وَبَين يَدَيْهِ بترك الأرمن صَاحب قلعة الرّوم وعدة من الأسري. وَفِيه خرج الْأَمِير بدر الدّين بيدرا نَائِب السلطنة بديار مصر وَمَعَهُ مُعظم الْعَسْكَر إِلَى جبال كسروان من جِهَة السَّاحِل فَلَقِيَهُمْ أهل الْجبَال وَعَاد بيدرا شبه الْمَهْزُوم واضطرب الْعَسْكَر اضطرابا عَظِيما فطمع أهل الْجبَال فيهم وتشوش الْأُمَرَاء من ذَلِك وحقدوا على بيدرا ونسبوه أَنه أَخذ مِنْهُم الرِّشْوَة. فَلَمَّا عَاد إِلَى دمشق تَلقاهُ السُّلْطَان وترحل لَهُ عِنْد السَّلَام عَلَيْهِ وعاتبه سرا فِيمَا كَانَ مِنْهُ فَمَرض بيدرا حَتَّى أشفي على الْمَوْت وتحدث أَنه سقِِي السم ثمَّ عوفي وَتصدق فِي رَمَضَان بصدقات جمة ورد أملاكا اغتصبها لأربابها وَأطلق عدَّة من سجونه وَفِي خَامِس عشر شهر رَمَضَان: توفّي محيي الدّين مُحَمَّد بن عبد الله بن عبد الظَّاهِر صَاحب ديوَان الْإِنْشَاء وَهُوَ بِدِمَشْق فأجري السُّلْطَان معلومه على وَلَده عَلَاء الدّين على وَجعله من جملَة كتاب الْإِنْشَاء. وَأقر السُّلْطَان فِي ديوَان الْإِنْشَاء تَاج الدّين أَحْمد بن سعيد بن مُحَمَّد بن الْأَثِير التنوخي الْحلَبِي عوضا عَن ابْن عبد الظَّاهِر. وَفِيه كثر موتان الْجمال حَتَّى حمل الْأُمَرَاء أثقالهم على الْخَيل فَأذن السُّلْطَان لِضُعَفَاء الْعَسْكَر فِي الْعود إِلَى الْقَاهِرَة فَسَارُوا من دمشق فِي ثَانِي عشريه. وَحضر الْأَمِير علم الدّين سنجر الدواداري من قلعة الْجَبَل بَعْدَمَا أفرج عَنهُ فأنعم عَلَيْهِ بإمرة فِي ديار مصر.

<<  <  ج: ص:  >  >>