وَفِيه قدم الْبَرِيد من حلب بِوُقُوع الْخلف بَين طقطاي وَطَائِفَة نغية حَتَّى قتل مِنْهُم كثير من الْمغل وانكسر الْملك طقطاي وَأَن غازان قتل وزيره نيروز وعدة مِمَّن يلوذ بِهِ. فاتفق الرَّأْي على أَخذ سيس مَا دَامَ الْخلف بَين الْمغل وَأَن يخرج الْأَمِير بدر الدّين بكتاش أَمِير سلَاح وَمَعَهُ ثَلَاثَة أُمَرَاء وَعشرَة آلَاف فَارس وَكتب لنائب الشَّام بتجريد الْأَمِير بيبرس الجالق وَغَيره من أُمَرَاء دمشق وصفد وطرابلس وَعرض الْجَيْش. فِي جُمَادَى الأولى. فَلَمَّا تجهزوا سَار الْأَمِير بدر الدّين بكتاش الفخري إِلَى غزَاة سيس وَمَعَهُ من الْأُمَرَاء حسام الدّين لاجين الرُّومِي الأستادار وشمس الدّين أقسنقر كرتاي ومضافيهم فَدَخَلُوا دمشق فِي خَامِس جُمَادَى الْآخِرَة وَخرج مَعَهم مِنْهَا الْأَمِير بيبرس الجالق العجمي والأمير سيف الدّين كجكن والأمير بهاء الدّين قرا أرسلان ومضافيهم فِي ثامنه وَسَارُوا بعسكر صفد وحمص وبلاد السَّاحِل وطرابلس وَالْملك المظفر تَقِيّ الدّين مَحْمُود صَاحب حماة. فَلَمَّا بلغ مَسِيرهمْ متملك سيس بعث إِلَى السُّلْطَان يسْأَله الْعَفو فَلم يجبهُ. ووصلت هَذِه العساكر إِلَى حلب وجهز السُّلْطَان الْأَمِير علم الدّين سنجر الدواداري بمضافيه من الْقَاهِرَة ليلحق بهم فَأدْرك العساكر بحلب. وَخَرجُوا مِنْهَا بعسكر حلب إِلَى العمق وَهُوَ عشرَة آلَاف فَارس فَتوجه الْأَمِير بدر الدّين بكتاش فِي طَائِفَة من عقبَة بغراس إِلَى اسكندرونة ونازلوا تل حمدون وَتوجه الْملك المظفر صَاحب حماة والأمير علم الدّين سنجر الدوادراي والأمير شمس الدّين أقسنقر كرتاي فِي بَقِيَّة الْجَيْش إِلَى نهر جهان ودخلوا جَمِيعًا دربند سيس فِي يَوْم الْخَمِيس رَابِع رحب. وَهُنَاكَ اخْتلفُوا فَأَشَارَ الْأَمِير بكتاش بالحصار ومنازلة القلاع وَأَشَارَ سنجر الدواداري بالغارة فَقَط وَأَرَادَ أَن يكون مقدم الْعَسْكَر وَمنع الْأَمِير بكتاش من الْحصار ومنازلة القلاع فَلم ينازعه. فوافقه بكتاش وَقَطعُوا نهر جهان للغارة وَنزل صَاحب حماة على مَدِينَة سيس وَسَار الْأَمِير بكتاش إِلَى أذنة وَاجْتمعت العساكر جَمِيعهَا عَلَيْهَا بعد أَن قتلوا من ظفروا بِهِ من الأرمن وَسَاقُوا الأبقار والجواميس. ثمَّ عَادوا من أذنة إِلَى المصيصة بعد الْغَارة وَأَقَامُوا عَلَيْهَا ثَلَاثَة أَيَّام حَتَّى نصبوا جِسْرًا مرت عَلَيْهِ العساكر إِلَى
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute