سنة خمس وَسبعين وَخَمْسمِائة دخلت سنة خمس وَسبعين وَخَمْسمِائة وَالسُّلْطَان مواصل الإغارة على بِلَاد الفرنج وَكَانَ نازلا على بانياس وسرح العساكر ومقدمها عز الدّين فرخشاه بن أَيُّوب فَأكْثر من قَتلهمْ وأسرهم. وَفتح بَيت الأحزان فِي رَابِع عشري ربيع الآخر بعد قتال وحصار فغنم مِنْهُم مائَة ألف قِطْعَة حَدِيد من أَنْوَاع الأسلحة وشيئا كثيرا من الأقوات وَغَيرهَا وَأسر عدَّة نَحْو السبعمائة وَخرب الْحصن حَتَّى سوى بِهِ الأَرْض وسد الْبِئْر الَّتِي كَانَت بِهِ وَعَاد بَعْدَمَا أَقَامَ عَلَيْهِ أَرْبَعَة عشر يَوْمًا فَأَغَارَ على طبرية وصور وبيروت ثمَّ رَجَعَ إِلَى دمشق وَقد مرض كثير من الْعَسْكَر وَمَات عدَّة من الْأُمَرَاء. وَفِي يَوْم الْأَحَد ثامن الْمحرم: ركب السُّلْطَان وَمَعَهُ صمصام الدّين أجك وَإِلَى بانياس فِي عسكره فَلَقِيَهُ الفرنج فِي ألف رمح وَعشرَة آلَاف مقَاتل مَا بَين فَارس وراجل فَاقْتَتلُوا قتالا كثيرا انهزم فِيهِ الفرنج وَركب الْمُسلمُونَ أقفيتهم يقتلُون وَيَأْسِرُونَ حَتَّى حَال بَينهم اللَّيْل وَعَاد السُّلْطَان إِلَى مخيمه وَقد مض أَكثر اللَّيْل وَعرض الأسرى فَقدم أَوَّلهمْ بادين بن بارزان ثمَّ أود مقدم الداوية وَابْن القومصية وأخو صَاحب جبيل فِي آخَرين فقيدوا بأجمعهم وهم نَحْو الْمِائَتَيْنِ وَسبعين وحملوا إِلَى دمشق فاعتقلوا بهَا وَعَاد السُّلْطَان إِلَى دمشق ففدى ابْن بارزان بعد سنة بِمِائَة وَخمسين ألف دِينَار وَألف أَسِير من الْمُسلمين وفدى ابْن القومصية بِخَمْسَة وَخمسين ألف دِينَار صورية وَمَات أود فَأخذت جيفته بأسير أفرج عَنهُ. وَقدم الْخَبَر بَان الْملك المظفر تَقِيّ الدّين أوقع بعسكر قلج أرسلان صَاحب الرّوم السلجوقية فَهَزَمَهُمْ وَأسر مِنْهُم جمَاعَة فَكتب السُّلْطَان البشائر بظفره بالفرنج على
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute