للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مرج عُيُون وبظفر أَخِيه بعسكر الرّوم وسيرها إِلَى الأقطار فَأَتَتْهُ تهاني الشُّعَرَاء من الْأَمْصَار ثمَّ اهتم السُّلْطَان بِأَمْر بَيت الأحزان وَكتب إِلَى الفرنج يَأْمُرهُم بهدمه فَأَبَوا فراجعهم مرّة ثَانِيَة فطلبوا مِنْهُ مَا غرموا عَلَيْهِ فبذل لَهُم حَتَّى وصلهم إِلَى مائَة ألف دنيار فَلم يقبلُوا. فَكتب حِينَئِذٍ إِلَى التركمان وأجناد الْبِلَاد يستدعيهم وَحمل إِلَيْهِم الْأَمْوَال والخيول والتشاريف فَقدم إِلَيْهِ خلق كثر وَسَار الْملك المظفر من حماة فَقدم دمشق أول شهر ربيع الآخر وَقد تَلقاهُ السُّلْطَان ثمَّ سَار السُّلْطَان من دمشق يَوْم الْخَمِيس خامسه فِي عَسْكَر عَظِيم وَنزل على حصن بَيت الأحزان يَوْم الثُّلَاثَاء حادي عشره وَكَانَت قلعة صفد للداوية فَأمر بِقطع كروم ضيَاع صفد وحاصر الْحصن ونقبه من جِهَات وحشاه بالحطب وَأحرقهُ حَتَّى سقط فِي رَابِع عشريه وَأَخذه فَقتل من فِيهِ وأسرهم وَوجد فِيهِ مائَة أَسِير من الْمُسلمين فَقتل عدَّة من أسرى الفرنج وَبعث باقيهم فِي الْحَدِيد إِلَى دمشق وأخرب الْحصن حَتَّى سوى بِهِ الأَرْض فَكَانَت إِقَامَته عَلَيْهِ أَرْبَعَة عشر يَوْمًا وَعَاد إِلَى دمشق فمدحه عدَّة من الْأُمَرَاء وَالشعرَاء وهنأوه بِالْفَتْح. وَفِي صفر: ظهر قُدَّام المقياس بِمصْر وسط النّيل الْحَائِط الَّذِي كَانَ فِي جَوْفه قبر يُوسُف الصّديق وتابوته وَلم ينْكَشف قطّ مُنْذُ نَقله مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام إِلَّا حِينَئِذٍ عِنْد نُقْصَان المَاء فِي قاع المقياس فَإِن الرمل انْكَشَفَ عَنهُ وَظهر للنَّاس وَأكْثر النَّاس مَا علمُوا مَا هُوَ. وفيهَا نَافق جِلْدك الشهابي بالواحات فَأَخذه الْعَادِل بالأمان وسيره إِلَى دمشق. وفيهَا أغار عز الدّين فرخشاه على صفد فَأكْثر من الْقَتْل والسبي وأحرق الربض فِي رَابِع عشر ذِي الْقعدَة وَعَاد إِلَى دمشق. وفيهَا مَاتَ الْخَلِيفَة المستضيء بِأَمْر الله أَبُو المظفر يُوسُف بن المقتفي لأمر الله مُحَمَّد يَوْم الْجُمُعَة لِاثْنَتَيْ عشرَة مَضَت من شَوَّال وَكَانَت خِلَافَته عشر سِنِين غير أَرْبَعَة أشهر. واستخلف من بعده ابْنه النَّاصِر لدين الله أَبُو الْعَبَّاس أَحْمد فَخرج الشَّيْخ صدر الدّين شيخ الشُّيُوخ عبد الرَّحِيم بن إِسْمَاعِيل من بَغْدَاد رَسُولا إِلَى الْمُلُوك وَإِلَى السُّلْطَان صَلَاح الدّين وَسَار مَعَه إِلَى مصر شهَاب الدّين الْخَاص كَمَا يَأْتِي ذكره

<<  <  ج: ص:  >  >>