للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَسَأَلَ إخماد الْفِتَن وَطلب الصُّلْح وَقَالَ فِي آخر كَلَامه: عَفا الله عَمَّا سلف وَمن عَاد فينتقم الله مِنْهُ. فَأُجِيب وجهزت لَهُ الْهَدِيَّة وَأكْرم رَسُوله وسفر مَعَه عَلَاء الدّين على ابْن الْأَمِير سيف الدّين بلبان القلنجقي أحد مقدمي الْحلقَة والصدر سُلَيْمَان الْمَالِكِي المرتقى أحد الْعُدُول فتوجهوا فِي أول ذِي الْقعدَة وَعَاد عَلَاء الدّين وَسليمَان الْمَالِكِي فِي رَمَضَان من سنة خمس وَسَبْعمائة. وَقدم بدر الدّين مُحَمَّد بن فضل الله بن مجلي من بِلَاد غازان إِلَى دمشق فِي ثَالِث عشرى جُمَادَى الْآخِرَة. وَقدم رسل الْملك طقطاي صَاحب سراي وبر القبجاق فِي أول ربيع الأول وأنزلوا بمناظر الْكَبْش وأجريت لَهُم الرَّوَاتِب. ثمَّ حَضَرُوا بهديتهم وَكتاب ملكهم وَهُوَ يتَضَمَّن الرّكُوب لِحَرْب غازان ليَكُون فِي المساعدة عَلَيْهِ فَأُجِيب بِأَن الله قد كفاهم أَمر غازان وَأَن أَخَاهُ خربندا قد أذعن للصلح وجهزت لَهُ هَدِيَّة خرج بهَا مَعَ الرُّسُل الْأَمِير سيف الدّين بلبان الصرخدي إِلَى الْإسْكَنْدَريَّة وَسَارُوا فِي الْبَحْر. وَقدم عدَّة من التُّجَّار وَشَكوا من الْمُؤَيد هزبر الدّين دَاوُد بن يُوسُف بن عمر بن على ابْن رَسُول ملك الْيمن وَكَانَ مَعَ ذَلِك قد قطع الْهَدِيَّة الَّتِي كَانَت تحمل من الْيمن ومبلغها سِتَّة آلَاف دِينَار يَشْتَرِي بهَا أَصْنَاف وتسير إِلَى قلعة الإسماعيلية مَعَ هَدِيَّة تخْتَص بالسلطان. وَكَانَ المظفر يُوسُف بن الْمَنْصُور عمر بن على بن رَسُول حملهَا مُدَّة أَرْبَعِينَ سنة ثمَّ حملهَا ابْنه الْأَشْرَف فَلَمَّا خرج عَلَيْهِ هزبر الدّين دَاوُد بن المظفر يُوسُف بن الْمَنْصُور بن على رَسُول قطع الْجِهَتَيْنِ واستخف بسُلْطَان مصر فَكتب إِلَيْهِ بالإنكار والتهديد وسير إِلَيْهِ مَعَ نَاصِر الدّين الطوري وشمس الدّين وَمُحَمّد بن عَدْلَانِ ومعهما كتاب الْخَلِيفَة أَيْضا يالإنكار عَلَيْهِ والتهديد وَأمره أَن يحمل الْمُقَرّر على الْعَادة. وَقدم أياي ملك دمقلة من بِلَاد النّوبَة بهدية مَا بَين جمال وأبقار ورقيق وشب وسنبادج وَطلب عسكراً فَأنْزل بدار الضِّيَافَة وَعَن مَعَه الْأَمِير سيف الدّين طقصبا وَالِي قوص وَجَمَاعَة الوافدية وعدة من أجناده الْحلقَة نَحْو ثَلَاثمِائَة فَارس وَمن أجناد

<<  <  ج: ص:  >  >>