فجهزهم أَبُو يَعْقُوب وَبعث مَعَهم مُصحفا غشاه بِالذَّهَب المرصع بالجوهر الرائع وَوَقفه فِي الْحرم. فَأكْرم أيدغدي وَأنزل بالميدان وأجريت عَلَيْهِ الرَّوَاتِب وَكَانَ أيدغدي هَذَا لما قبض على يَعْقُوب فِي الْأَيَّام الظَّاهِرِيَّة فر فِي جمَاعَة من الأكراد إِلَى برقة وَقدم على أبي يَعْقُوب بهدية. ففر بِهِ وَقدمه حَتَّى صَار فِي منزلَة وَزِير وَحسنت سيرته عِنْدهم إِلَى أَن بَعثه أَبُو يَعْقُوب بالهدية ليحج. وفيهَا بنى الْأَمِير مُوسَى بن الصَّالح على بن قلاوون على ابْنة الْأَمِير سلار النَّائِب مَمْلُوك أَبِيه الصَّالح. وَعمل مُهِمّ عَظِيم جدا وجهزت ابْنة سلار بِمِائَة وَسِتِّينَ ألف دِينَار وَمَشى فِي زفته الْأَمِير بيبرس الجاشنكير وَسَائِر الْأُمَرَاء وَحمل كل مِنْهُم التقادم من الشمع وَغَيره. فَحمل الْأُمَرَاء إِلَيْهِ ثَلَاثمِائَة وَثَلَاثِينَ قِنْطَارًا من الشمع. وفيهَا أوقع بالوزير نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن الشيخي: وَسَببه أَن الْأَمِير سلار النَّائِب لما قدم من الْحجاز عرفه الجمدارية اجتماعه بالسلطان على تروجة ومسارته لَهُ وَحمله مبلغ ألفي دِينَار وَأَنه فاوضه فِي أَمر الْأُمَرَاء وشجعه عَلَيْهِم وَأَن السُّلْطَان كلما احْتَاجَ إِلَى شَيْء استدعى بِهِ مِنْهُ فيحمله إِلَيْهِ. فشق ذَلِك على سلار وحرك مِنْهُ مَا فِي نفس من كَرَاهَته لَهُ. وَكَانَ الْأَمِير بيبرس الجاشنكير قد عزم على الْحَج فَأَرَادَ مبادرة ابْن الشيخي قبل سفر بيبرس لِئَلَّا يُوقع بِهِ فِي غيبته فشق ذَلِك عَلَيْهِ فَاسْتَشَارَ الْأَمِير علم الدّين
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute