سنة سبع وَسبعين وَخَمْسمِائة ثمَّ دخلت سنة سبع وَسبعين وَخَمْسمِائة فِي محرم خرج الْأَمر بالحوطة على مستغلات العربان بالشرقية وَأمرُوا بالتعدية إِلَى الْبحيرَة وَوَقعت الحوطة على إقطاع جذام وثعلبة لِكَثْرَة حملهمْ الغلال إِلَى بِلَاد الفرنج وَكثر الفار بالمقاثي والغلال بعد حصادها فأتلف شَيْئا كثيرا وَاحْتَرَقَ النّيل حَتَّى صَار يخاض وتشمر المَاء عَن سَاحل المقس ومصر وربى جزائر رَملَة خيف مِنْهَا على المقياس أَن يَتَقَلَّص المَاء عَنهُ وَيحْتَاج إِلَى عمل غَيره وَبعد المَاء عَن السُّور بالمقس وَصَارَت قوته من بر الغرب وخيم السُّلْطَان فِي بركَة الْجب للصَّيْد وَلعب الأكرة وَعَاد بعد سِتَّة أَيَّام وَورد الْخَبَر بِأَن الأبرنس أرناط ملك الفرنج بالكرك جمع وعزم على الْمسير إِلَى تيماء وَدخُول الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة فَخرج عز الدّين فرخشاه من دمشق بعساكره إِلَى الكرك وَنهب وَحرق وَعَاد إِلَى أَطْرَاف بِلَاد الْإِسْلَام فَأَقَامَ بِهِ وَورد الْخَبَر من نَائِب قلعة أَيْلَة بِشدَّة الْخَوْف من الفرنج. وَفِي صفر: قدم رَسُول ملك الْقُسْطَنْطِينِيَّة إِلَى الْقَاهِرَة فَوَقع الصُّلْح مَعَ صَاحبهَا وَأطلق فِي جُمَادَى الْآخِرَة مائَة وَثَمَانِينَ أَسِيرًا من الْمُسلمين وَسَار صارم الدّين خطلبا إِلَى الفيوم وَقد أضيفت إِلَيْهِ ولايتها وأفردت برسمه الْخَاص وَنقل عَنْهَا مقطوعها ثمَّ صرف عَن ولَايَة الفيوم بِابْن شمس الْخلَافَة وأحضر خطلبا ليسير إِلَى الْيمن وَكتب إِلَى دمياط بترتيب الْمُقَاتلَة على البرجين وسد مراكب السلسلة وتسييرها لِيُقَاتل عَلَيْهَا ويدافع عَن الدُّخُول من بَين البرجين بهَا. وَفِي ربيع الأول: طرق الفرنج سَاحل تنيس وَأخذُوا مركبا للتجار ووصلت مراكب من دمياط كَانَت استدعيت من خمسين مركبا لتَكون فِي سَاحل مصر وكمل بِنَاء برج بالسويس يسع عشْرين فَارِسًا ورتب فِيهِ الفرسان لحفظ طَرِيق الصَّعِيد الَّتِي يجلب مِنْهَا الشب إِلَى بِلَاد الفرنج وَأمر بعمارة قلعة تنيس وَورد تجار الكارم من عدن فَطلب مِنْهُم زَكَاة أَربع سِنِين. وَكَثُرت بيُوت المزر بالإسكندرية فهدم مِنْهَا مائَة وَعِشْرُونَ بَيْتا. وَوصل الْمُفْرد فِي حادي عشْرين ربيع الأول بِالْوَفَاءِ فِي سَابِع عشره فأوفى النّيل بِمصْر فِي سادس عشريه الْمُوَافق يَوْم السَّادِس عشر من مسرى وَلَا يعرف وفاؤه بِهَذَا
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute