للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

التَّارِيخ فِي زمن مُتَقَدم فَركب السُّلْطَان لتخليق المقياس فِي غده وخلع على ابْن أَبى الرداد فِي سلخه وَفتح الخليج فِي رَابِع ربيع الآخر وَالْمَاء على خَمْسَة عشر إصبعا من سَبْعَة عشر ذِرَاعا بِمحضر وَالِي الْقَاهِرَة. وَفِيه أنْفق السُّلْطَان فِي الأجناد البطالين وجردهم إِلَى الثغور وَأنْفق فِي رجال الشواني وجردهم للغزو وَورد الْخَبَر بِكَثْرَة ولادَة الْحَيَوَان النَّاطِق والصامت للتوأم وَأَن ذَلِك خرج عَن الْحَد فِي الزِّيَادَة على الْمَعْهُود وَأَن الغزال فِي الْبَريَّة كُله أتأم وَكَذَلِكَ النسوان أتأمن أَكثر من الْإِفْرَاد وَكَذَلِكَ الطير فَإِنَّهُ كثر ظُهُوره كَثْرَة ظَهرت. وَفِيه مَاتَت امْرَأَة الصَّالح بن رزيك عَن سنّ كَبِيرَة وَضعف حَال وعمى بعد الدُّنْيَا وَالْملك الَّذِي كَانَت فِيهِ. وَركب السُّلْطَان فِي أول جُمَادَى الأولى لفتح بَحر أبي المنجا وَعَاد إِلَى قلعة الْجَبَل وَركب مِنْهَا إِلَى المخيم بِالْبركَةِ. وَسَار متسلم الْأَمِير صارم الدّين خطلبا إِلَى الْيمن وانتصب السُّلْطَان لَيْلًا وَنَهَارًا فِي تَرْتِيب أَحْوَال الأجناد واقتطع من إقطاعات العربان الثُّلثَيْنِ وَعوض بِهِ مقطعو الفيوم وَصَارَت أَعمال الفيوم كلهَا للسُّلْطَان. وَفِيه قرر ديوَان الأسطول وَفِيه الفيوم وَالْحَبْس الجيوشي والخراجي والنطرون وَضمن الْخراج بِثمَانِيَة آلَاف دِينَار. وَفِي هَذِه السّنة: رتبت الْمُقَاتلَة على البرجين بدمياط وجهزت خَمْسمِائَة دِينَار لعمارة سورها وَالنَّظَر فِي السلسلة الَّتِي بَين البرجين وَعمل تَقْدِير برسم مَا يحْتَاج إِلَيْهِ سور تنيس وإعادته كَمَا كَانَ فِي الْقَدِيم فجَاء ثَلَاثَة آلَاف دِينَار وَكتب إِلَى قوص بِإِبْطَال المكوس الَّتِي تستأدي من الْحجَّاج وتجار الْيمن. وَورد كتاب إِبْرَاهِيم السِّلَاح دَار من الْمغرب أَنه فتح بِلَاد هوارة وزواوة ولواتة وجبل نفوسة وغدامس وأعمالا طولهَا وعرضها خَمْسَة وَعِشْرُونَ يَوْمًا وَأَنه خطب على منابرها للسُّلْطَان وَضربت السِّكَّة باسمه وانه إِذا أنعم عَلَيْهِ بتقوية بلغ أغراضا بعيدَة وسير أَمْوَالًا عتيدة. وأنشئت أَربع حراريق بصناعة مصر برسم من تجرد إِلَى بِلَاد الْيمن وجردت أُمَرَاء الْعَسْكَر السائرين إِلَى الْيمن وَكبر فِي بَحر تنيس تعدِي العربان على المراكب وعمرت عَلَيْهِم حراريق فِيهَا فَلم يظفر بهم لإيوائهم إِلَى الهيش.

<<  <  ج: ص:  >  >>