للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

يتَضَمَّن أَن عَسْكَر مصر تسر إِلَى بر الْفُرَات ليسير مَعَهم وَيَأْخُذ بِلَاد غازان وَيكون لكل مِنْهُمَا مَا يصل إِلَيْهِ من الْبِلَاد. فَأكْرم الرَّسُول وجهزت لَهُ الْهَدَايَا وَأجِيب بِأَن الصُّلْح قد وَقع مَعَ خربندا وَلَا يَلِيق نقضه فَإِن حدث غير ذَلِك عمل بِمُقْتَضَاهُ وسير إِلَيْهِ الْأَمِير بدر الدّين بكمش الظَّاهِرِيّ وفخر الدّين أياز الشمسي أَمِير أخور وسنقر الْأَشْقَر وَأحد مقدمي الْحلقَة. وفيهَا نقل شهَاب الدّين غَازِي بن أَحْمد بن الوَاسِطِيّ من نظر الدولة وَمَعَهُ تَاج الدّين عبد الرَّحِيم بن السنهوري إِلَى نظر حلب. وَسبب ذَلِك إِنَّه كَانَ يعادي التَّاج بن سعيد الدولة بِحَيْثُ إِنَّه كَانَ سَببا فِي ضرب سنقر الأعسر لَهُ بالمقارع أَيَّام وزارته حَتَّى أسلم. وَكَانَ طَوِيل اللِّسَان بعرف بالتركي ويداخل الْأُمَرَاء فَإِذا دخل ابْن سعيد الدولة إِلَى بَيت أَمِير وَهُوَ هُنَاكَ لَا يقوم لَهُ وَلَا يلْتَفت إِلَيْهِ. فَلَمَّا تحدث ابْن سعيد الدولة فِي أُمُور المملكة ثقل عَلَيْهِ ابْن الوَاسِطِيّ وَمَا زَالَ بالأمير بيبرس إِلَى أَن كتب توقيعه بِنَظَر حلب وَبعث إِلَيْهِ. فَقَامَ لما جَاءَهُ التوقيع. وَقَالَ: وَالله لقد كنت قانعاً بجهنم عوضا عَن مُوَافقَة ابْن تعيس الدولة وَسَار إِلَيْهَا. وفيهَا نقل الْأَمِير سيف الدّين بكتمر الحسامي من شدّ الدَّوَاوِين بِدِمَشْق إِلَى الحجوبية على عَادَته فِي ثامن ذِي الْحجَّة وَاسْتقر عوضه فِي الشد الْأَمِير جمال الدّين أقوش الرستمي وَالِي الْقَاهِرَة بِالصّفةِ الْقبلية بَعْدَمَا الْتزم بثماني مائَة ألف دِرْهَم فِي أَربع سِنِين. وفيهَا قدم الْبَرِيد من دمشق بقدوم رجل من بِلَاد التتر يُقَال لَهُ الشَّيْخ براق فِي تَاسِع جُمَادَى الأولى وَمَعَهُ جمَاعَة من الْفُقَرَاء نَحْو الْمِائَة: لَهُم هَيْئَة عَجِيبَة وعَلى رؤوسهم كلاوت لباد مقصصة بعمائم فَوْقهَا وفيهَا قُرُون من لباد شبه قُرُون الجاموس فِيهَا أَجْرَاس ولحاهم محلقة دون شواربهم ولبسهم لبابيد بَيْضَاء وَقد تقلدوا بحبال منظومة بكعاب الْبَقر وكل مِنْهُم مكسور الثَّنية الْعليا وشيخهم من أَبنَاء الْأَرْبَعين سنة وَفِيه إقدام وجرأة وَقُوَّة نفس وَله صولة وَمَعَهُ طبلخاناه تدق لَهُ نوبَة وَله يحْتَسب على جماعته يُؤَدب كل من ترك شَيْئا من سنته بِضَرْب عشْرين عَصا تَحت رجلَيْهِ وَهُوَ وَمن مَعَه ملازمون التَّعَبُّد وَالصَّلَاة وَأَنه قيل لَهُ عَن زيه فَقَالَ: أردْت أَن أكون مسخرة الْفُقَرَاء وَذكر أَن غازان لما بلغه خَبره استدعاه وَألقى عَلَيْهِ سبعا ضارياً فَركب على ظهر السَّبع وَمَشى بِهِ فجل فِي عين غازان ونثر عَلَيْهِ عشرَة آلَاف دِينَار وَأَنه عِنْدَمَا قدم دمشق كَانَ النَّائِب بالميدان الْأَخْضَر فَدخل عَلَيْهِ وَكَانَ هُنَاكَ نعَامَة قد تفاقم شَرها وَلم يقدر أحد على الدنو مِنْهَا فأصر النَّائِب بإرسالها عَلَيْهِ فتوجهت نَحوه

<<  <  ج: ص:  >  >>