للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أقوش الرُّومِي الحسامي وَأمر أَلا يُرَاعِي أحدا من الْأُمَرَاء فِي تَأْخِير رجال بِلَاده ورسم لِلْأُمَرَاءِ أَن يخرج كل مِنْهُم الرِّجَال والأبقار وَكتب إِلَى الْوُلَاة بالمساعدة وَالْعَمَل وَأَن يخرج كل وَال بِرِجَالِهِ. وَكَانَ أقوش مهاباً عبوساً قَلِيل الْكَلَام لَهُ حُرْمَة فِي قُلُوب النَّاس فَلم يصل إِلَى فَارس كور حَتَّى وجد وُلَاة الْعَمَل قد نصبوا الخيم وأحضروا الرِّجَال فاستدعى المهندسين ورتب الْعَمَل. فاستقر الْحَال على ثَلَاثمِائَة جرافة بستمائة رَأس بقر وَثَلَاثِينَ ألف رجل وأحضر إِلَيْهِ نواب جَمِيع الْأُمَرَاء. فَكَانَ يركب دَائِما لتفقد الْعَمَل واستحثاث الرِّجَال بِحَيْثُ إِنَّه فقد بعض الْأَيَّام شاد الْأَمِير بدر الدّين الفتاح وَرِجَاله فَلَمَّا أَتَاهُ بعد طلبه ضربه نَحْو الْخَمْسمِائَةِ عصاة. فَلم يغب عَنهُ بعد ذَلِك أحد وَنكل بِكَثِير من مَشَايِخ العربان. وضربهم بالمقارع وخزم آنافهم وَقطع آذانهم وَلم يكد يسلم مِنْهُ أحد من أجناد الْأُمَرَاء ومشدى الْبِلَاد وَمَا زَالَ يجْتَهد فِي الْعَمَل حَتَّى نجز فِي اً قل من شهر وَكَانَ ابتداؤه من قُلُوب وأخره بدمياط يسير عَلَيْهِ الرَّاكِب يَوْمَيْنِ وَعرضه من أَعْلَاهُ أَربع قصبات وَمن أَسْفَله سِتّ قصبات يمشي سِتَّة فرساي صفار وَاحِدًا. وَعم النَّفْع بِهِ فَإِن النّيل كَانَ فِي أَيَّام الزِّيَادَة يَعْلُو حَتَّى تَنْقَطِع الطرقات وَيمْتَنع الْوُصُول إِلَى دمياط. وَحضر بعد فَرَاغه الْأَمِير أقوش إِلَى الْقَاهِرَة وخلع عَلَيْهِ وشكرت همته. وَوَقع الِاتِّفَاق على عمل جسر أخر بطرِيق الْإسْكَنْدَريَّة وَندب لعمله الْأَمِير سيف الدّين الحرمكي فعمر قناطر الجيزة إِلَى أخر الرمل تَحت الهرمين وَكَانَت تهدمت فَعم النَّفْع بعمارتها. وَورد الْخَبَر باً ن الْخَوَارِزْمِيّ والتليلي عادا من بِلَاد الْمغرب بهدية حَلِيلَة وَركب مَعَهم الْحَاج فَخرج عَلَيْهِم العربان وَأخذُوا سَائِر مَا مَعَهم حَتَّى صَارُوا عُرَاة. فَخرج جمَاعَة من الأجناد والمماليك إِلَى الْإسْكَنْدَريَّة ليتلقوا الرُّسُل وَالْحجاج وَسَارُوا وَمَعَهُمْ نَائِب الْإسْكَنْدَريَّة إِلَى سوسة فلقوهم بهَا وأحسنوا إِلَيْهِم وَإِلَى الْحَاج. وَسَارُوا بهم إِلَى الْقَاهِرَة.

<<  <  ج: ص:  >  >>