للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عَن الْملك وَالْإِشْهَاد بنلك كَمَا فعل الْملك النَّاصِر وتسير إِلَيْهِ تستعطفه وَتخرج إِلَى الإطفيحية مِمَّن تثق بِهِ وتقيم هُنَاكَ حَتَّى يرد جَوَاب الْملك النَّاصِر. فأعجبه ذَلِك وَقَامَ ليجهز أمره وَبعث ركن الدّين بيبرس الدوادري إِلَى الْملك النَّاصِر يسْأَله إِحْدَى ثَلَاث: إِمَّا الكرك وأعمالها أَو حماة وبلادها أَو صهيون ومضافاتها. ثمَّ اضْطربَ المظفر آخر النَّهَار وَدخل الخزائن فَأخذ من المَال وَالْخَيْل والهجن مَا أحب وَخرج فِي يَوْمه من بَاب الإسطبل فِي مماليكه وعدتهم سَبْعمِائة فَارس وَمَعَهُ الْأَمِير عز الدّين أيدمر الخطير الأستادار والأمير بدر الدّين بكتوت الفتاح. والأمير سيف الدّين قجماس والأمير سيف الدّين تناكر فِي بَقِيَّة ألزامه من البرجية. وكأنما نُودي فِي النَّاس بِأَنَّهُ قد خرج هَارِبا فَاجْتمع النَّاس وَقد برز من بَاب الإسطبل وصاحوا بِهِ وتبعوه وهم يصيحون عَلَيْهِ وَزَادُوا فِي الصياح حَتَّى خَرجُوا عَن الْحَد ورماه بَعضهم بِالْحِجَارَةِ. فشق ذَلِك على مماليكه وهموا بِالرُّجُوعِ إِلَيْهِم وَوضع السَّيْف فيهم فَمَنعهُمْ من ذَلِك وَأمرهمْ بنثر المَال عَلَيْهِم ليشتغلوا بجمعه عَنْهُم فَأخْرج كل من المماليك حفْنَة مَال ونثرها. فَلم تلْتَفت الْعَامَّة لذَلِك وتركوه وَأخذُوا فِي الْعَدو خلف الْعَسْكَر وهم يسبون ويصيحون فشهر المماليك حِينَئِذٍ سيوفهم وَرَجَعُوا إِلَى الْعَوام فَانْهَزَمُوا عَنْهُم. وَأصْبح الحراس بقلعة الْجَبَل يَوْم الْأَرْبَعَاء سَابِع عشره يصيحون باسم الْملك النَّاصِر. بِإِشَارَة الْأَمِير سلار فَإِنَّهُ أَقَامَ بالقلعة. وَفِي يَوْم الْجُمُعَة تَاسِع عشره: خطب على مَنَابِر الْقَاهِرَة ومصر باسم الْملك النَّاصِر وَأسْقط اسْم الْملك المظفر فَكَانَت أَيَّامه فِي السلطنة عشرَة أشهر وَأَرْبَعَة وَعشْرين يَوْمًا فَكَانَ كَمَا قيل: أعجلتها النَّوَى فَمَا نلْت مِنْهَا طائلاً غير نظرة من بعيد عود السُّلْطَان نَاصِر الدّين إِلَى الْملك عود السُّلْطَان الْملك النَّاصِر نَاصِر الدّين أبي الْمَعَالِي مُحَمَّد بن الْملك الْمَنْصُور قلاوون إِلَى الْملك مرّة ثَالِثَة وَذَلِكَ أَنه لما عزم على الْمسير إِلَى ديار مصر خرج من دمشق فِي الثَّانِيَة من نَهَار يَوْم الثُّلَاثَاء سادس عشر رَمَضَان - وَهِي السَّاعَة الَّتِي خلع فِيهَا الْملك المظفر بيبرس نَفسه من الْملك - وَسَار يُرِيد مصر. وعندما فر المظفر بيبرس جلس الْأَمِير سلار فِي شباك النِّيَابَة وجع من بَقِي من الْأُمَرَاء واهتم بِحِفْظ القلعة وَأَفْرج عَن المحابيس بهَا. وَركب سلار ونادى فِي النَّاس: ادعوا لسلطانكم لملك النَّاصِر وَكتب إِلَى الْملك النَّاصِر بنزول بيبرس عَن السلطنة

<<  <  ج: ص:  >  >>