للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

طرابلس يَأْخُذ الطَّرِيق على سلار لِئَلَّا يتَوَجَّه إِلَى التتار وَبعث الْأَمِير بيبرس الدوادار وَعلم الدّين سنجر الجاولي إِلَى سلار وأكد عَلَيْهِمَا فِي إِحْضَاره وَأَن يضمنا لَهُ على السُّلْطَان أَنه يُرِيد إِقَامَته عِنْده ليستشيره فِي أُمُور المملكة فَقدما عَلَيْهِ وبلغاه عَن السُّلْطَان مَا قَالَ فوعد بِأَنَّهُ يحضر وَكتب الْجَواب بذلك فَلَمَّا رجعا اشْتَدَّ قلق السُّلْطَان وَكثر خياله. وَأما سلار فَإِنَّهُ تحير فِي أمره وَاسْتَشَارَ أَصْحَابه فَاخْتَلَفُوا عَلَيْهِ فَمنهمْ من أَشَارَ بتوجهه إِلَى السُّلْطَان وَمِنْهُم من أَشَارَ بتوجهه إِلَى قطر من الأقطار إِمَّا إِلَى التتار أَو إِلَى الْيمن أَو برقة. فعول سلار على الْمسير إِلَى الْيمن ثمَّ أجمع على الْحُضُور إِلَى السُّلْطَان وَخرج من الشوبك وَعِنْده مِمَّن سَافر مَعَه من مصر أَرْبَعمِائَة وَسِتُّونَ فَارِسًا وَسَار إِلَى الْقَاهِرَة فَقدم وَقبض عَلَيْهِ فِي سلخ ربيع الآخر وسجن بالقعة. وفيهَا عزل صدر الدّين مُحَمَّد بن عمر بن المرحل من وظائفه بِدِمَشْق من أجل أَنه قبض عَلَيْهِ بصالحية دمشق وَعِنْده جمَاعَة يعاقرونه الْخمر. وفيهَا ضيق على الْأَمِير برلغي بعد سفر الْأَمِير مهنا وَأخرج حريمه من عِنْده وَمنع من الْوُصُول إِلَيْهِ وَمن أَن يدْخل إِلَيْهِ بِأَكْل أَو شرب فَلَمَّا أشفي برلغي على الْمَوْت قتل بَعْدَمَا يَبِسَتْ أعضاؤه وخرس لِسَانه من شدَّة الْجُوع وَمَات لَيْلَة الْأَرْبَعَاء ثَانِي رَجَب. وفيهَا قتل الْأَمِير سلار أَيْضا بقلعة الْجَبَل فِي رَابِع عشري جُمَادَى الأولى وأحيط بِمَالِه وَكَانَ شَيْئا كثيرا. وَلما وصل طلبه فرقه السُّلْطَان على الْأُمَرَاء. ثمَّ مَاتَت أمه بعد أَيَّام. وَكَانَ سلار وَقدم الْبَرِيد بِمَوْت الْأَمِير قبجق نَائِب حلب وَأَن عماد الدّين إِسْمَاعِيل لما ورد عَلَيْهِ التَّقْلِيد بنيابة حماة سَار إِلَيْهَا من دمشق. فَمَنعه أسندمر كرجي فَأَقَامَ بَين حماة وحمص ينْتَظر مرسوم السُّلْطَان. فاتفق موت قبجق فَسَار أسندمر من حماة إِلَى حلب وَكتب يسْأَل السُّلْطَان نيابتها فَغَضب السُّلْطَان من أسندمر وَأسر ذَلِك فِي نَفسه. وفيهَا عزل الْأَمِير بكتمر الْحَاجِب عَن نِيَابَة غَزَّة وأحضر إِلَى الْقَاهِرَة وَولي نِيَابَة غَزَّة الْأَمِير قطلقتمر. وفيهَا عزل الصاحب فَخر الدّين عمر بن الخليلي من الوزارة والأمير علم الدّين سنجر الخازن من شدّ الدَّوَاوِين وَاسْتقر الْأَمِير بكتمر الْحَاجِب فِي الوزارة فِي حادي عشر رَمَضَان وَاسْتقر فَخر الدّين أياز أستادار سنقر الأعسر فِي شدّ الدَّوَاوِين. وَاتفقَ أَن أياز هَذَا استخدمه الْأَمِير سلار النَّائِب استاداره بعد موت عز الدّين أيدمر الرَّشِيدِيّ فَلم

<<  <  ج: ص:  >  >>