للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يزل حَتَّى قبض على سلار وأحيط بِمَالِه ورسم على أياز مَعَ سَائِر مباشريه وسلموا لعلم الدّين سنجر الخازن مشد الدَّوَاوِين فِي المصادرة ليستخرج مِنْهُم المَال فَحمل أياز للخازن ألف دِينَار وللصاحب فَخر الدّين ألف دِينَار فَرد الخازن المَال وَقَبله الصاحب. فَلم يمض سوى أَيَّام حَتَّى عزل الصاحب والخازن وسلما لأياز ليستخرج المَال مِنْهُمَا فَبعث إِلَيْهِ الخازن ألف دِينَار فَردهَا وَقَالَ لقاصده: سلم عَلَيْهِ وَقل لَهُ مَا لنا عِنْده شَيْء وَطيب خاطره وَبعث إِلَيْهِ الصاحب فَخر الدّين ألف دِينَار فَأَخذهَا وَقَالَ لقاصده: عرفه أَنِّي أخذت وديعتي الَّتِي كَانَ أَخذهَا مني ثمَّ إِن الْأَمِير بكتمر الجوكندار شفع فيهمَا فأفرج السُّلْطَان عَنْهُمَا. وفيهَا قدم مَمْلُوك عماد الدّين إِسْمَاعِيل بن الْأَفْضَل بِأَنَّهُ دخل حماة لمعد خُرُوج أسندمر مِنْهَا. وَقدم رَسُول الأشكري ورسل ملك الكرج بِهَدَايَا سنية فِي رَجَب وسألوا فتح الْكَنِيسَة المصلبة بالقدس. فَكتب الْجَواب بِأَن هَذِه الْكَنِيسَة غلقت من الْأَيَّام الظَّاهِرِيَّة على يَد الشَّيْخ خضر وَبنى فِيهَا مَسْجِد وَلَا يُمكن نقض ذَلِك ورسم أَن تفتح لَهُم كَنِيسَة الملكية بِمصْر وكنيسة اليعاقبة الَّتِي بِالْقَاهِرَةِ وكنيسة الْيَهُود وَأذن لَهُم أَن يركبُوا على الاسْتوَاء. وفيهَا كتب بعزل نجم الدّين الْبَصْرِيّ عَن وزارة دمشق وَولَايَة شرف الدّين حَمْزَة القلانسي عوضه. وقمم الْبَرِيد بوفاة الْحَاج بهادر الْحلِيّ نَائِب طرابلس فَكتب بِنَقْل الْأَمِير جمال الدّين أقوش الأفرم من صرخد إِلَى نِيَابَة طرابلس فَسَار إِلَيْهَا. وَفَرح السُّلْطَان بِمَوْت الْحَاج بهادر فَرحا زَائِدا فَإِنَّهُ كَانَ يخشاه ويخشى شَره. والتفت السُّلْطَان إِلَى أسندمر كرجي نَائِب حلب وَأخرج تجريدة من الْقَاهِرَة فِيهَا من الْأُمَرَاء كراي المنصوري وَهُوَ مقدم الْعَسْكَر وسنقر الكمالي حَاجِب الْحجاب وأيبك الرُّومِي وبينجار وكجكن وبهادر آص وَفِي عدَّة من مضافيهم أُمَرَاء الطبلخاناه والعشراوات ومقدمي الْحلقَة وَأظْهر أَنهم قد توجهوا لغزو سيس. وَكتب السُّلْطَان لأسندمر كرجي بتجهيز آلَات الْحصار على الْعَادة والاهتمام فِي هَذَا الْأَمر حَتَّى يصل الْعَسْكَر الْمُجَرّد من مصر وَكتب إِلَى عماد الدّين صَاحب حماة بِالْمَسِيرِ مَعَ الْعَسْكَر. وَسَار الْأَمِير كراي من الْقَاهِرَة مستهل ذِي الْقعدَة بَعْدَمَا أَخْلَع عَلَيْهِ وَأسر إِلَيْهِ السُّلْطَان مَا يعتمده فِي أَمر كرجي. وفيهَا عدى السُّلْطَان النّيل إِلَى الجيزة وَنزل تَحت الأهرام ليتصيد. فَمَاتَ وَلَده على ابْن الخاتون أردوكين ابْنة نوكيه وَله من الْعُمر سِتّ سِنِين فِي لَيْلَة الْأَحَد حادي عشر رَجَب وَدفن بالقبة الناصرية بَين القصرين بَعْدَمَا حضر الْأَمِير علم الدّين سنجر الجاولي

<<  <  ج: ص:  >  >>