للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

شاد الدَّوَاوِين وأيدغدي شقير وسودي وعدة من المماليك وألزم سَائِر الْأُمَرَاء بِالْإِقَامَةِ بالقاعة الأشرفية حَتَّى يظْهر أَمِير مُوسَى وَقبض على حَوَاشِي مُوسَى وجماعته وعاقب كثيرا مِنْهُم. فَلم يزل الْأَمر على ذَلِك من لَيْلَة الْأَرْبَعَاء إِلَى يَوْم الْجُمُعَة ثمَّ قبض عَلَيْهِ من بَيت أستادار الفارقاني من حارة الوزيرية بِالْقَاهِرَةِ وَحمل إِلَى القلعة فسجن بهَا. وَنزل الْأُمَرَاء إِلَى دُورهمْ وخلى عَن الْأَمِير بكتمر النَّائِب أَيْضا ورسم بشمير أستادار الفارقاني ثمَّ عفى عَنهُ وَسَار إِلَى دَاره. وتتبع السُّلْطَان المماليك المظفرية فَقبض عَلَيْهِم وَفِيهِمْ بيبرس الَّذِي نم عَلَيْهِم وَعمِلُوا فِي الْحَدِيد. وأنزلو ليسمروا تَحت القلعة وَقد حضر نِسَاؤُهُم وَأَوْلَادهمْ وَجَاء النَّاس من كل مَوضِع فَكثر الْبكاء والصراخ عَلَيْهِم رَحْمَة لَهُم وَالسُّلْطَان ينظر فاً خذته الرَّحْمَة وَعَفا عَنْهُم فتركوا وَلم يقتل أحد مِنْهُم. وَأما الْعَسْكَر فَإِنَّهُ لما وصل إِلَى حمص أَقَامَ بهَا على مَا قَرَّرَهُ السُّلْطَان مَعَ الْأَمِير كراي حَتَّى قدم عَلَيْهِ الْأَمِير منكوتمر الطباخي بكتب السُّلْطَان لكراي ولكرجي نَائِب حلب بِمَا يتعمدانه من المراسيم. وَقد كتب السُّلْطَان مَعَه أَيْضا مطلقات إِلَى أُمَرَاء حلب بِقَبض كرجي وَحمله مشافهات لكراي وَغَيره فَقضى منكوتمر شغله من كراي بحمص وَسَار إِلَى حلب. فَرَحل كراي فِي أَثَره وجد فِي السّير إِلَى حلب جَرِيدَة من غير أثقال فَقطع من حمص إِلَى حلب فِي يَوْم وَنصف ووقف بِمن مَعَه تَحت قلعتها عِنْد ثلث اللَّيْل الْأَخير وَصَاح يال على وَهِي الْإِشَارَة الَّتِي رتبها السُّلْطَان بَينه وَبَين نَائِب القلعة فَنزل النَّائِب عِنْد ذَلِك من القلعة بِجَمِيعِ رجالها وَقد اسْتَعدوا للحرب وزحف وَمَعَهُ الْأَمِير كراي على دَار النِّيَابَة وَلحق بهم أُمَرَاء حلب وعسكرها. فَسلم كرجي وَلم يُقَاتل فَأخذ وَقيد وسجن بالقلعة وأحيط بموجوده وَسَار منكوتمر الطباخي على الْبَرِيد بذلك إِلَى السُّلْطَان. ثمَّ حمل أسندمر كرجي إِلَى السُّلْطَان صُحْبَة الْأَمِير بينجار وأيبك الرُّومِي فخاف قرا سنقر عِنْد ذَلِك على نَفسه وَسَأَلَ أَن ينْقل من دمشق إِلَى نِيَابَة حلب ليبعد عَن السُّلْطَان فَأُجِيب إِلَى ذَلِك وَكتب تَقْلِيده وجهز إِلَيْهِ فِي أخريات ذِي وفيهَا اسْتَقر كريم الدّين وَأَبُو الْفَضَائِل عبد الْكَرِيم بن الْعلم هبة الله بن السديد ابْن أُخْت التَّاج بن سعيد الدولة فِي نظر الْخَاص ووكالة السُّلْطَان بعد موت شهَاب الدّين أَحْمد بن عبَادَة فِي يَوْم الْإِثْنَيْنِ سَابِع عشر جُمَادَى الأولى.

<<  <  ج: ص:  >  >>