للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وفيهَا ابْتَدَأَ السُّلْطَان بعمارة الميدان تَحت القلعة فاختطه من بَاب الإسطبل إِلَى نَحْو بَاب القرافة ووزع عمله على الْأُمَرَاء فنقلت جمَالهمْ الطين إِلَيْهِ حَتَّى امْتَلَأَ وغرس فِيهِ النّخل وَالْأَشْجَار وحفرت فِيهِ الْآبَار وَركبت عَلَيْهَا السواقي وأدير عَلَيْهِ سور من حجر وَبنى خَارجه حَوْض مَاء للسبيل. فَلَمَّا فرغت عِمَارَته لعب السُّلْطَان فِيهِ مَعَ الْأُمَرَاء بالكرة وخلع عَلَيْهِم وشملهم الإنعام الْكثير. وفيهَا اجْتمع الْقُضَاة فِي حادي عشر ربيع الآخر بالمدارس الصالحية بَين القصرين للنَّظَر فِي الشُّهُود وأقيم مِنْهُم جمَاعَة. وفيهَا عمل السُّلْطَان أَيْضا أَربع سواقي على النّيل تنقل المَاء وترميمه على المَاء الْجَارِي من النّيل إِلَى السُّور حَتَّى يصل إِلَى القلعة ورم السُّور وأزال شعثه فَكثر المَاء بقلعة الْجَبَل وَزَاد الْبِئْر الظَّاهِرِيّ المجاور لزاوية تَقِيّ الدّين رَجَب. بِأَن عمل عَلَيْهِ نقالة إِلَى بِئْر الإسطبل واهتم بِعَمَل مصَالح الجسور الَّتِي بالنواحي والترع. وفيهَا قبض على الصاحب أَمِين الدّين عبد الله بن الغنام فِي يَوْم الْخَمِيس سَابِع عشرى جُمَادَى الأولى وألزم بِحمْل ثَلَاثمِائَة ألف دِرْهَم وَذَلِكَ بسعي كريم الدّين الْكَبِير وَبدر الدّين بن التركماني. وَأغْرقَ السُّلْطَان بِهِ وَقيل لَهُ إِنَّه أَخذ مَالا كثيرا من المصادرين بِمصْر وَالشَّام. وفيهَا أبطلت الوزارة فَلم يل أحد بعد أَمِين الدّين وَنقل كريم الدّين أكْرم الصَّغِير من ديوَان الْجَيْش إِلَى نظر الدولة شَرِيكا للتقي أسعد بن أَمِين الْملك كَاتب برلغي كَمَا تقدم وَاسْتقر شرف الدّين الخيري كَاتب سلار والتاج إِسْحَاق الْموقف أَخُو الخيري مُسْتَوْفِي الدولة. فَانْفَرد كريم الدّين الْكَبِير بالتمكن من السُّلْطَان وَصَارَت الْأُمُور كلهَا منوطة بِهِ وَركب بجنيبين وخلع عَلَيْهِ أطلس بطرز زركش وَأشْهد على السُّلْطَان أَنه ولاه جَمِيع مَا ولاه الله تَعَالَى وكاتبه الْمُلُوك الْمُجَاورَة مثل مَا كاتبوا السُّلْطَان. وفيهَا أَخذ كريم الدّين الْكَبِير مَعَ السُّلْطَان فِي الْعَمَل على الْوَزير وأغراه بالأسعد غبريال كَاتب نَائِب السلطنة وَأَنه كثير الظُّلم وَأَنه نقل إِلَى أستاذه أموراً تضر الدولة وأغراه بِالْعلمِ كبيبه كَاتب منكلي بغا. وَمَا زَالَ كريم الدّين الْكَبِير بالسلطان حَتَّى سلم الأسعد إِلَى الْأَمِير علم الدّين سنجر الخازن مُتَوَلِّي الْقَاهِرَة ليخلص مِنْهُ المَال وَسلم الْعلم كبيبه إِلَيْهِ أَيْضا وَضَربا قُدَّام السُّلْطَان وَضرب مَعَهُمَا أَمِين الدّين بن الغنام بِالْعِصِيِّ إِلَّا غبريال فَإِنَّهُ ضرب بالمقارع. وأوقعت الحوطة على مَوْجُود غبريال وَسلم

<<  <  ج: ص:  >  >>