النَّاس وَاشْتَدَّ الْأَمر بَينهمَا إِلَى أَن بلغ السُّلْطَان ذَلِك وتسلط الشهَاب أَحْمد بن عبد الدَّائِم الشارمساحي الشَّاعِر عَليّ ابْن جمَاعَة وهجاه بعدة قصائد بعثها إِلَيْهِ ورتب هُوَ وَابْن سيد النَّاس القصيدة الَّتِي أَولهَا: تري يسمع السُّلْطَان شكوى الْمدَارِس وعدتها سِتُّونَ بَيْتا فحبسه ابْن جمَاعَة بِسَبَبِهَا لِأَنَّهُ أقذع فِيهَا وشهرها فِي النَّاس إِلَى أَن قُرِئت على السُّلْطَان فَقَامَ أيدغدي شقير فِي حَقه وَأخرجه من السجْن. وَفِي يَوْم السبت ثَانِي جُمَادَى الأولى: اسْتَقر صدر الدّين بن المرحل فِي تدريس الزاوية المجدية بالجامع الْعَتِيق عوضا عَن جلالي الدّين على بن عبد الله العسلوجي بِحكم عَزله. وَفِي يَوْم الثُّلَاثَاء رَابِعَة: أوفى النّيل وَهُوَ أخر أَيَّام النسيء قبل الْمُفْرد ثمَّ قدم الْمُفْرد بعد الْوَفَاء فِي يَوْم الْخَمِيس سادسه. وفيهَا عمل الروك بالبلاد الشامية وَندب لَهُ الْأَمِير علم الدّين سنجر الجاولي نَائِب غَزَّة وَابْن معبد ومعين الدّين هبة الله بن حشيش نَاظر الْجَيْش بِالشَّام مَعَ مباشري ديوَان الجيوش بِمصْر. فَتوجه الجاولي إِلَى دمشق وأمام مَعَ الْأَمِير تنكر النَّائِب إِلَى أَن عملت أوراق بعبرة الْبِلَاد ومنحصلها وَمَا فِيهَا من إقطاع ووقف وَملك. وكمل ذَلِك فِي ذِي الْحجَّة ونقلت سنة اثْنَتَيْ عشرَة إِلَى سنة ثَلَاث عشرَة وجهزت الأوراق إِلَى السُّلْطَان فقرئت عَلَيْهِ فَكتب السُّلْطَان مثالات جَدِيدَة لأمراء دمشق وأجنادها ووفر عدَّة قطاعات وبلاد أدخلها فِي ديوَان الْخَاص وَزَاد إقطاع النيا وَكتب بلك مناشير سَار بهَا على الْبَرِيد الْأَمِير سيف الدّين قجليس حَتَّى فرقها على أَرْبَابهَا وَعَاد. وفيهَا تَوَجَّهت تجريدة إِلَى مَكَّة صُحْبَة الْأَمِير سيف الدّين طقصاي الناصري وَالِي قوص وَسيف الدّين بيدوا وعلاء الدّين أيدغدي الْخَوَارِزْمِيّ وصاروجا الحسامي وَتوجه دمشق سيف الدّين بلبان البدري مَعَ الركب وأضيف إِلَيْهِم عدَّة من الأجناد وَذَلِكَ بِسَبَب حميضة بن أبي نمي فَإِنَّهُ كثر ظلمه. وفيهَا قبض على الأميرين عز الدّين أيبك الرُّومِي المنصوري وركن الدّين بيبرس الأحمدي أَمِير جاندار فِي رَابِع عشرى رَمَضَان. وبسبب ذَلِك مُفَاوَضَة جرت بَين الْأَمِير عَلَاء الدّين أيدغدي شقير وَبَين أيبك الرُّومِي بِحَضْرَة الْأُمَرَاء على بَاب القلعة فِي انْتِقَال إقطاعات بَينهمَا خرجا فِيهَا عَن الْحَد. فَخرج الْأَمِير طغاي وهما فِي ذَلِك - (سقط: من صفحة ٤٨٩ إِلَى ٥٠٤)
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute