للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كان الدافع لهم الحرص على المكان الفاضل، إلا أنه يترتب على ذلك محاذير، ومخالفات شرعية منها:

الأول:

ترك وصل الصفوف، وإتمام الأول فالأول، وقد ثبت ما يدل على الأمر بوصل الصفوف، كما في قوله -صلى الله عليه وسلم-: "ومن وصل صفّا وصله الله، ومن قطع صفّا قطعه الله" (١).

الثاني:

تفويت الصلاة في الصف الأول، مع إمكانية ذلك، لمن يحضر مبكرا، وقد حث النبي -صلى الله عليه وسلم- على المبادرة بحضور المساجد والدنو من الإمام، كما تقدم في قوله: "ليلني منكم أولو الأحلام والنهى" (٢).

الثالث:

أن في ذلك مخالفة لهدي الصحابة -رضي الله عنهم-، فإن عمر -رضي الله عنه- أمَّ الصحابة في هذه الزيادة، ولا ريب أنهم كانوا يتسابقون للصلاة وراء الإمام، ويحرصون على الصف الأول.

فليحرص المسلم على الصف الأول في المسجد النبوي، كغيره من المساجد، ولا يغتر بمن يتأخر عنه ويصلي في موضع المسجد القديم.

ولا يقال: إن هذه الزيادة ليست من المسجد فإن صلاة الصحابة فيها دال على أنها في حكم المسجد قطعًا، وأما قوله -صلى الله عليه وسلم-: "صلاة في مسجدي هذا،


(١) سبق تخريجه ص ٣٨.
(٢) سبق تخريجه ص ٥٧.

<<  <   >  >>