للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

ورأى الحاكم أبا حامد أحمد بن محمَّد الخشاب ولم يَقَعْ له عنه شيء، وقال: "توفي في يوم عيد الأضحى سنة ثلاثين وثلاثمائة" (١).

وقال الحاكم في تاريخه: "أحضروني مجلس أبي بكر محمَّد بن الحسين القطان غير مرّة، ولم يصحّ لي عنه شيء، توفي في شوال سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة" (٢).

وحضور الحاكم لهذه المجالس وهو ما يزال صغيرًا في السّن يدلَّنا على عناية والده به في التبكير به إلى طلب الحديث، وأما بالنسبة إلى السّن التي يُقْبَل فيها سماع الصغير، فقد بوَّب البخاري في صحيحه في كتاب العلم: باب متى يَصِحُّ سَماعُ الصغيرِ، وقال: حدثني محمَّد بن يوسف قال: حدثنا أبو مسهر قال: حدثني محمَّد بن حرب، حدثني الزبيدي، عن الزهري، عن محمود بن الربيع - رضي الله عنه - قال: عَقَلْتُ من النبي - صلى الله عليه وسلم - مَجَّةً مَجَّها في وجهي، وأنا ابنُ خمس سنين، من دلو" (٣).

قال ابن كثير في "اختصار علوم الحديث" (الباعث/ ص ١٠٣): "يصحُّ تَحَمُّل الصغار الشهادة والأخبار، وكذلك الكفار إذا أدَّوا ما حملوه في حال كمالهم، وهو الاحتلام والإِسلام. وينبغي المباراة إلى إسْماعِ الولدان الحديثَ النبوي. والعادة المطردة في أهل هذه الأعصار وما قبلها بمدد متطاولة: أنَّ الصغير يُكتب له حضور إلى تمام خمس سنين من عمره، ثمَّ بعد ذلك يُسَمَّى سَماعًا، واستأنسوا في ذلك بحديث محمود بن الربيع".

[آداب طالب الحديث]

قال الخطيب البغدادي في مقدمة كتابه "الجامع لأخلاق الراوي وآداب السَّامع": الواجب أن يكون طلبة الحديث أكملَ الناسِ أدباً، وأشدَّ الخَلْقِ تواضعًا، وأعظمهم نزاهةً وتديُّنًا، وأقلهم طيشًا وغضبًا، لدوام قَرْعِ أسماعهم


(١) تاريخ الإِسلام (٣٢١ - ٣٣٠ هـ) (ص ٢٧٨)، سير أعلام النبلاء (١٥/ ٢٨٤).
(٢) تاريخ الإِسلام (٣٣١ - ٣٥٠ هـ) (ص ٨١)، سير أعلام النبلاء (١٥/ ٣١٩).
(٣) أخرجه البخاري (٧٧).

<<  <   >  >>