قال الحاكم: كان صالحًا عابدًا زكيًّا فارسًا جوادًا، سمع بنيسابور عمَّه السيد أبا علي بن زبارة، وببخارى أبا صالح خلف بن محمد الخيام، وببغداد أبا بكر أحمد بن سلمان النجاد وأبا عبد الله محمد بن مخلد العطار، وبالكوفة أبا الحسين علي بن عبد الرحمن بن ماتي الكوفي وطبقتهم، وكثر سماعاته معي، وقد حدَّث وحُمِل عنه العلم، وصحبته في السفر والحضر والأمن والخوف فما رأيته قط ترك صلاة الليل، ولقد كنا ببغداد نبيت في دار واحدة لها أربع درجات، وكنا نبيت على السطح، وكان ينزل في نصف الليل ويجدد الطهارة ويصعد بجهد ويرجع الى وِرده، وما رأيته في السفر والحضر يبخل على أحد من المسلمين بما يجده بل كان يبذل ما في يده ولا يبالي أن يلحقه ضيق بعده، كما قال الفرزدق في آبائه الطاهرين:
لا يقبض العسر بسطًا من أكفهم … سيّان ذلك ان أثروا وإن عدموا
* * *
[حرف العين]
[٣٣٧] عبد الله بن أحمد بن سعد الحافظ، أبو محمد البزاز المعروف بالحاجي النيسابوري.
[س ظ] قال الحاكم: سمع أبا عبد الله محمد بن إبراهيم البوشنجي وإبراهيم بن أبي طالب وأحمد بن النضر وأبا العباس السرّاج وطبقتهم، ثم كتب عن أربع طبقات بعدهم، وكتب الكثير، وجمع الشيوخ والأبواب والمُلَح، ولم يرحل.
[ت س ظ] وقد سألتهُ عن (١) عبد الله بن شيرويه فقال: ثقة مأمون.
[ت س ظ] توفي أبو محمد فجأةً في سنة تسع وأربعين وثلاثمائة، وهو في عُشر الثمانين.
[٣٣٧] مصادر ترجمته: تاريخ الإسلام (٣٣١ - ٣٥٠ هـ) (ص ٤٢٣)، سير أعلام النبلاء (١٦/ ٥)، تذكرة الحفاظ (٣/ ٩٠٧).