وقال الحافظ ابن حجر في لسان الميزان (٣/ ٣٥٩) عن الحاكم أن عقيدته وعقيدة ابن قتيبة الدينوري "فيما يتعلق بالصفات واحد". أما عقيدة ابن قتيبة؛ فقال الذهبي في سير أعلام النبلاء (١٣/ ٢٩٨ - ٢٩٩): "ما رأيتُ لأبي محمَّد (ابن قتيبة) في كتاب "مُشكِل الحديث" ما يُخالف طريقة المُثبتة والحنابلة، ومن أن أخبار الصفات تُمَر ولا تتأوَّل".
[ب - موقفه من أهل الحديث]
ذكر الحاكم في "معرفة علوم الحديث"(ص ٣٦) حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: "ولا يزال ناس من أمتي منصورين لا يضرهم من خذلهم حتى تقوم الساعة" ثم ذكر قول أحمد بن حنبل عن معنى هذا الحديث: "إنْ لم تكن هذه الطائفة المنصورة أصحاب الحديث فلا أدري من هم". ثم قال الحاكم:"لقد أحسن أحمد بن حنبل في تفسير هذا الخبر أن الطائفة المنصورة التي يُرفع الخذلان عنهم إلى قيام الساعة هم أصحاب الحديث؛ ومَن أحق بهذا التأويل من قوم سلكوا محجَّة الصالحين واتَّبعوا آثار السَّلَف من الماضين، ودمغوا أهل البدع والمخالفين، بسنن رسول الله صلَّى الله عليه وسلم وعلى آله أجمعين"، وقال (ص ٣٩): "كل من يُنْسَب إلى نوع من الإلحاد والبدع لا ينظر إلى الطائفة المنصورة إلا بعين الحقارة ويسمِّيها الحَشْوية".