وأدركته المنية رضي الله عنه قبل الحاجة إلى إسناده.
[ب ك حلب] توفي رحمه الله يوم الثلاثاء التاسع من رجب وقت الظهر، ودفن يوم الأربعاء العاشر منه بعد العصر من سنة خمس وستين وثلاثمائة، وشهدت جنازته، وصلّى عليه الفقيه أبو الحسن الماسرجسي ابن أخيه في ميدان الحسين، ودُفِن في داره وهو ابن ثمان وستين سنة، فإن مولده كان سنة ثمان وتسعين ومائتين، ودفن علم كثير بدفنه.
[ت س] وسمعته يقول: سمعتُ أبي يقول: سمعتُ مسلم بن الحجاج يقول: صنّفت هذا المسند - يعني "صحيحه" - من ثلاثمائة ألف حديث مسموعة.
[ك س ظ] [وجمع شيخنا أبو علي حديث الزهري حتى زاد فيه على محمد بن يحيى الذهلي، وكان محمد بن يحيى يعرف بالزهري، فصار الماسرجسي الزهري الصغير، ثم أفنى عمره في جمع "المسند الكبير"، وعندي أنه لم يصنَّف في الإسلام مسند أكثر منه، فإنه وقع بخطه في ألف وثلاثمائة جزء، وقد قلت على التحقيق إنه يقع بخطوط الورّاقين في أكثر من ثلاثة آلاف جزء، فإن أبا محمد بن زياد عقد له مجلسًا لقراءته على الوجه، وكان مسند أبي بكر الصديق بخط الحسين في بضعة عشر جزءًا بعلله وشواهده، وكتبه الورّاقون في نيف وستين جزءًا] (١).
[حدثني حسين الماسرجسي، حدثنا أبو نعيم الجرجاني، حدثنا محمد بن عوف، حدثنا الربيع بن رَوْح، حدثنا ابن عياشٍ، عن حسان بن عبد الله، عن إياس بن معاوية، عن أبيه، عن عبد الله بن عمر قال: سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رجلًا يتعوّذ بالله من جَهْدِ البلاءِ، فقال:"جَهْدُ البلاءِ كثرة العيال مع قلّةِ الشيء"] (٢).
[٢٥٢] الحسين بن أحمد بن جعفر، أبو علي الكرابيسي النيسابوري المعروف