للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

فقال لي: من أبو سلمة هذا؟ فقلت من وقته: هو المغيرة بن سلمة السَّراج. فقال لي: كيف يروي المغيرة عن الزهري؟! فبقيت، ثمَّ قال: قد أمهلتك أسبوعًا حتى تتفكّر فيه. فمن ليلته تفكّرت في أصحاب الزهري مرارًا، حتى بقيتُ فيه أكرّر التفكر، فلما وقعت إلى أصحاب الجزيرة من أصحاب الزهري، تذكَّرتُ محمَّد بن أبي حفصة، فإذا كنيته أبو سلمة.

فلما أصبحتُ، حضرتُ مجلسه، ولم أذكر شيئًا، حتى قرأتُ عليه مما انتخبتُ قريبًا من مائة حديث. قال لي: هل تفكَّرتَ فيما جرى؟ فقلتُ: نعم، هو محمَّد بن أبي حفصة، فتعجَّب وقال لي: نظرتُ في "حديث سفيان" لأبي عمرو البحيري؟! قلتُ: واللهِ ما لقيت أبا عمرو، ولا رأيته. فذكرتُ له مما أمَّمتُ في ذلك، فتحيَّر، وأثنى عليَّ، ثمَّ كنت أسأله، فقال لي: أنا إذا ذاكرتُ اليوم في باب فلا بُدَّ من المطالعة لكبر سِنِّي، فرأيته في كل ما أُلقِي عليه بحرًا لا يعجزه عنه".

٨) عبد العزيز بن عبد الرحمن، أبو القاسم الصفار (١):

قال عبد الغافر الفارسي: كثير الكتابة والسَّماع والحديث، من أصحاب أبي عبد الله الحاكم، كان يحفظ ويذاكر بالحديث، توفي في نيف وثلاثين وأربعمائة.

وقد حدَّث عن الحاكم من الحفاظ المعروفين: أبا سعد إسماعيل بن علي الإستراباذي (٢)، وأبا نعيم أحمد بن عبد الله الأصبهاني (٣).

٩) أحمد بن علي، أبو بكر الشيرازي - وهو آخر من حدَّث عن الحاكم - (٤):

قال عبد الغافر الفارسي: الأديب، الصوفي الفاضل، نسيب، مشهور،


(١) السياق لتاريخ نيسابور (المنتخب/ ص ٣٤٨).
(٢) تاريخ بغداد (٤/ ٢٨٩).
(٣) تاريخ بغداد (١١/ ٢٠٣).
(٤) انظر ترجمته في: السياق لتاريخ نيسابور (المنتخب/ ص ١١٠ - ١١١).

<<  <   >  >>