اقتصرتُ في عملي على تجميع الطبقة السابعة من "تاريخ نيسابور"، وهي طبقة شيوخ الحاكم التي قال فيها:"نشرع الآن في أسامي الذين أدركتهم ورُزِقتُ السَّماع منهم بنيسابور"، واعتمدتُ على مخطوطة فارسية مختصرة لتاريخ نيسابور، اختصرها مصنف اسمه محمَّد بن حسين أحمد المعروف بالخليفة النيسابوري (كان حيًّا في سنة ٧١٧)، فلم يترك لنا إلا أسماء تراجم "تاريخ نيسابور"، فذكرتُ أولًا اسم الترجمة كما ورد في المختصر، وحافظت على نص المخطوطة كما هي، مع العلم أن فيها الكثير من اللحن والتصحيف، ونقلتُ تحتها ما تجمَّع لديَّ من كلام الحاكم في الترجمة المذكورة، ووضعت رموزًا للمصادر التي اعتمدتها في تجميع الترجمة على هامش فقرات الترجمة إذا وجدتُ لها أكثر من مصدرٍ، وذكرت الرموز في المصادر في آخر الكتاب، وقد ذكر الخطيب البغدادي أن أول سماع للحاكم كان في سنة ثلاثين وثلاثمائة وهو ابن تسع سنين، فمن هذا التاريخ تبدأ طبقة شيوخ الحاكم، وبناءً على هذا الشرط لم أرجع إلى المصادر التي ترجمت لأناس توفوا قبل سنة ثلاثين وثلاثمائة، كأمثال "تهذيب الكمال" للمزي، و"تهذيب التهذيب" و"تعجيل المنفعة" لابن حجر، وغيرها من المصادر. ولا تقتصر طبقة شيوخ الحاكم على سنة خمس وأربعمائة - وهي سنة وفاته -، لأنَّ الحاكم ترجم في تاريخه لأناس عاصرهم وتوفوا بعده، كأمثال: محمَّد بن الحسين السلمي (ت ٤١٢)، وعمر بن أحمد العبدوي (ت ٤١٧)، وأحمد بن الحسن الحيري (ت ٤٢١)، وغيرهم.