[ص س ظ] ولقد وَرَدْتُ طوس وأبو أحمد الحافظ بها على القضاء، فسمعته يقول: إني لأتَبجَّحُ بأحمد بن منصور أن يكون رجوعي في السُّؤال عن الشيوخ إليه.
[ص س ظ] توفي سنة خمس وأربعين وثلاثمائة.
[١٠٥] أحمد بن المنصور بن محمد الحافظ، أبو العباس الصوفي الشيرازي.
[ك] قال الحاكم: كان أحد الرحالة في طلب الحديث، المكثرين من السَّماع [والجمع]، ورد علينا نيسابور سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة، وأقام عندنا سنين، وكنت أرى معه مصنفات كثيرة في الشيوخ والأبواب، ورأيت له الثوري وشعبة في ذلك الوقت؛ ثم خرج إلى هراة إلى الحسن بن عمران، وانحدر منها إلى أبي أحمد بن قريش بمرو الروذ، ودخل مرو وجمع من الحديث ما لم يجمعه غيره، والذي أتوهمه أنه دخل العراق بعد منصرفه من عندنا، فإنه دخلها ودخل الشام ومصر ثم انصرف إلى شيراز، ودخل في القبول عندهم بحيث يُضرب به المثل، وكانت كتبه إليَّ متواترة، إلى أن ورد عليَّ كتاب أبي علي الحسن بن أحمد بن الليث المقرئ الشيرازي بخط يده مع أبي الحسن الشيرازي يعزيني بوفاة أحمد بن منصور، فسألت أبا الحسن، فذكر أنه توفي في شعبان سنة اثنتين وثمانين وثلاثمائة، وأنه حضر تجهيزه والصلاة عليه، ووصف أبو الحسن من حرقة أهل شيراز وتفجّعهم عليه ما يطول شرحه، وذكر أنه توفي وهو ابن ثمان وستين سنة.
[ك] سمعت أحمد بن منصور أبا العباس الحافظ الشيرازي يقول: أنشدنا أبو بكر الأعلى قال: أنشدنا أبو بكر محمد بن داود بن علي الفقيه لنفسه في هذا المعنى - يعني حديث سويد، عن أبي مسهر، عن أبي يحيى القتات، عن مجاهد في العشق -:
سأكتم ما ألقاهُ يا نور ناظري … من الود كي لا يذهب الأجرُ باطلا
[١٠٥] مصادر ترجمته: تاريخ دمشق (٦/ ٣٠ - ٣١). ونقل الذهبي في تاريخ الإسلام (٣٨١ - ٤٠٠ هـ) (ص ٣٩) وسير أعلام النبلاء (١٦/ ٤٧٢) وتذكرة الحفاظ (ص ١٠٠٩) قولَ الحاكم: جمع من الحديث ما لم يجمعه أحد، وصار له القبول بشيراز، بحيث يُضرب به المثل، توفي سنة اثنتين وثمانين وثلاثمائة.