للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

[ي) تشجيعه لهم على نشر العلم]

قال الحاكم في تاريخه (١): "قد رأيت أحمد بن محمَّد أبا العباس الصندوقي، وسألنا أباه غير مرة أن يحدِّث فلم يفعل، وأخذ أبو العباس يجري على سَننه، حتى قصدته وسألته أن يحدِّث، وأخبرته أنَّه ينفرد بالرواية عن بضعة عشر شيخًا لا يحدِّث عنهم في الوقت غيره، فأجاب إلى ذلك، وأخرج أصولًا صحيحة نظرتُ فيها، وعقدتُ له المجلس في دار السنة وحضرناه".

وقال في تاريخه (٢): "كنت أحُثُّ البغداديين على السَّماع من محمَّد بن أحمد بن بشر المزكي".

وقال في تاريخه (٣): "كان محمَّد بن علي أبو منصور الجلّاب يخفي شخصه عن الناس تجمّلًا، وكان أبو نصر ابنه يسمع معنا الحديث قديمًا، فلم أزل به حتى حمل ابنُه أباه على التحديث، وكثر انتفاع الناس به".

وذكر الحاكم في تاريخه (٤) قصة أبي عبد الله الصفار، وكيف حبس أبو العباس المصري - وهو ورّاقه - عنه عيون كتبه ورفض تسليمها له، وسعى الحاكم عند المقرّبين من أبي عبد الله الصفّار لإقناعه بإسماع الناس ما بقي عنده من الكتب لينتفع الناس بها، ونجح الحاكم في مساعيه، وحدَّث أبو عبد الله الصفَّار بضعة عشر مجلسًا بما بقي عنده من الكتب، وانتفع الناس.

[ك) شهوده جنائزهم والصلاة عليهم]

لأنه من حقّ المسلم على المسلم، كما روى الحاكم في المستدرك (٥) من حديث أبي مسعود - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "للمسلم على المسلم أربع


(١) تاريخ نيسابور (ترجمة/ ٨٨).
(٢) تاريخ نيسابور (ترجمة/ ٥٨٤).
(٣) تاريخ نيسابور (ترجمة/ ٧٦٧).
(٤) تاريخ نيسابور (ترجمة/ ٨٤).
(٥) (٤/ ٢٦٤)، وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي، وصححه بشواهده الألباني في السلسلة الصحيحة (٢١٥٤).

<<  <   >  >>