للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

وترجم الحاكم لعلي بن محمَّد أبي الحسن الخانقاهي في تاريخه (١) فقال: "كان من مشايخ الكرّامية، يجتمع الخَلْق في مجلسه، وكان يرجع إلى أخلاق مرضية، في حُسْن العشرة والخروج إلى الثغور غازيًا، … توفي بنيسابور في رجب من سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة".

وترجم الحاكم لمحمد بن أحمد أبي جعفر الأبزاري (٢)، مذكّر الكرّامية، الذي حدّثه بعجائب، وتوفي في صفر سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة.

وأنا أرجّح، أن ميلَ الحاكم إلى الكرَّامية وتأثّره بهم لم يكن من جهة عقيدتهم الضالة، وإنما كان من جهة عبادتهم وأخلاقهم وزهدهم في الدنيا ووعظهم وتذكيرهم، فعقيدة الحاكم هي عقيدة السلف الصالح أصحاب الحديث.

[٢) تكذيب الحاكم لابن قتيبة الدينوري]

قال مسعود السجزي: سمعت الحاكم يقول: "أجمعت الأمة على أن القُتَبي (٣) كذاب" (٤).

قال الذهبي: هذه مجازفة بشعة من الحاكم، وما علمتُ أحدًا اتَّهم ابن قُتَيبة في نقلِ، مع أن أبا بكر الخطيب وثَّقه (٥)، وما أعلمُ أحدًا اجتمعت الأمة على كذبه إلا مُسَيلمة والدجال، غير أن ابن قتيبة كثير النقل من الصُّحف كَدَأْب الأخباريين، وقلَّ ما روى الحديث" (٦).


(١) تاريخ نيسابور (ترجمة/ ٥٠٨).
(٢) تاريخ نيسابور (ترجمة/ ٧١٤).
(٣) تصحَّفت هذه الكلمة في المطبوع من سؤالات السجزي إلى (التيمي)، وتكلَّف الحافظ ابن كثير - فيما نقله عنه تلميذه ابن الجزري في غاية النهاية (٢/ ١٨٥) - فقال: هذا تصحيف، وإنما هو (العتبي) بالعين. اهـ. قلتُ: بل هو (القتبي) كما تعاقب الحفاظ على إثباته.
(٤) سؤالات السجزي للحاكم (ص ٢٤٨).
(٥) في تاريخ بغداد (١٠/ ١٧٠).
(٦) تاريخ الإِسلام (٢٦١ - ٢٨٠ هـ) (ص ٣٨٣).

<<  <   >  >>