للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

تصنيفه. وأساء القول في أبي حاتم، [قلتُ]: أبو حاتم كبير في العلوم، وكان يُحْسَد لفضله وتقدمه".

قال الخطيب البغدادي: "سمعت أبا بكر البرقاني وسُئِل عن ابن مالك - فقال: … لما اجتمعت مع الحاكم بن عبد الله ابن البيِّع بنيسابور، ذكرتُ ابنَ مالكٍ ولينته، فأنكر عليّ وقال: ذاك شيخي. وحسّن حاله أو كما قال" (١).

[ح) زيارته لهم عند الاحتضار]

قال الحاكم في تاريخه (٢): "دخلتُ على حسان بن محمَّد القرشي بعد صلاة العشاء من ليلة الجمعة وهو قاعد، فأشار إليَّ بيده أنْ "انصرف فقد أمسيت"، فلم أنصرف إلى أن صليت صلاة العتمة في منزله، فقال: خرِّج عليَّ من يحمل جنازتي إلى الميقات، فانصرفت، فمات تلك الليلة وقت السَّحَر".

وقال الحاكم في تاريخه (٣): "دخلتُ على عبد الواحد بن أحمد المتكلِّم يوم وفاته باكرًا، فبكى كثيرًا وقال: أستودعك الله أيها الحاكم، فإني راحل".

وقال الحاكم في تاريخه (٤): "اشتد بأبي منصور محمَّد بن عبد الله الزاهد المرض يوم الثلاثاء السابع من ابتداء مرضه، فبكّرت إليه وقد ثقل لسانه، وكان يشير بإصبعه بالدعاء، ثمَّ قال لي بجهد جهيد: تذكر قصة محمَّد بن واسع مع قتيبة بن مسلم؟ قلت: تفيد، فقال: إن قتيبة كان يجري على محمَّد بن واسع تلك الأرزاق وهو شيخ هرم ضعيف، فعُوتِب على ذلك، فقال: إصبعه في الدعاء أبلغ في النصر من رماحكم هذه.

ثمَّ عُدْتُ إليه يوم الثلاثاء، فقال لي بعد جهد جهيد: أيها الحاكم غير مودع فإني راحل، فكان يقاسي لما احتضر من الجهد ما يقاسيه، وأنا أقول لأصحابنا إنه يؤخذ ليلة الجمعة".


(١) تاريخ بغداد (٤/ ٧٤).
(٢) تاريخ نيسابور (ترجمة/ ٢٦٧).
(٣) تاريخ نيسابور (ترجمة/ ٤٤٠).
(٤) تاريخ نيسابور (ترجمة/ ٧٤٨).

<<  <   >  >>