للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

[مض ح] [تاج] سمعتُ أبا الحسين القاضي يقول: حضرتُ مجلس النظر لعلي بن عيسى الوزير، فقامت امرأة تتظلَّم من صاحب التركات، فقال: تعودين إليَّ غدًا. وكان يوم مجلسه للنظر، فلما اجتمع فقهاء الفريقين، قال لنا: تكلَّموا اليوم في مسألة توريث ذوي الأرحام. قال: فتكلَّمتُ فيها مع بعض فقهاء الشافعية، فقال: صنَّف هذه المسألة، وبكَّر بها غدًا إليَّ، ففعلتُ، وبكَّرْتُ بها إليه، فأخذ مني الجزء، وانصرفت.

[مض ح] [تاج] فلما كان ضحوةَ النهار طلبني الوزير إلى حضرته، فقال: يا أبا الحسين، قد عرضتُ تلك المسألة بحضرة أمير المؤمنين، وتأمّلها، فقال: لولا أن لأبي الحسين عندنا حُرُمات لقلَّدته أحد الجانبين، ولكن ليس في أعمالنا أجَلُّ عندي من الحرمين، وقد قلَّدته الحرمين. فانصرفتُ من حضرة الوزير، ووصل العهدُ إليَّ، فكان هذا السبب فيه.

[مض ح] [تاج] زادني (١) بعضُ مشايخنا في هذه الحكاية: أن القاضي أبا الحسين قال: قلتُ للوزير: أَيَّدَ اللهُ الوزيرَ، بعد أن رضي أمير المؤمنين المسألة وتأمَّلَها، وَجَبَ على الأمير (٢) أن يُنجز أمره العالي، بأنه يَرُدُّ السَّهْمَ إلى ذوي الأرحام. وأنه أجاب إليه وفعله.

[مض ح] [تاج] توفي القاضي ضَحْوَة يوم السبت، الحادي والعشرين من المحرّم، سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة، وصلَّى عليه الشيخ أبو العباس الميكالي.

[٦٧] أحمد بن محمد بن يحيى المعدل، أبو الحسين بن يحيويه النيسابوري، وأقام ببغداد مدّة ثم رجع.

قال الحاكم: كان من كبار مشايخنا من التجار، أقام ببغداد على تجارته سنين، ثم انصرف إلى وطنه، وكنت أرى الشيخ أبا بكر بن إسحاق يَجُلُّه ويرفع محلَّه، بلغني أنه كتب بنيسابور عن السريَّ بن خزيمة، وبالعراق عن إسماعيل بن


[٦٧] مصادر ترجمته: الأنساب (مادة: اليحيوي).

<<  <   >  >>