للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

بالأخبار المشتملة على محاسنِ أخلاق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وآدابه، وسيرة السلف الأخيار من أهل بيته وأصحابه، وطرائق المحدثين، ومآثر الماضين، فيأخذوا بأجملها وأحسنها، ويَصْدِفوا عن أرذلها وأدونها". اهـ.

وأخرج الحاكم في المستدرك (١) من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنما بُعِثتُ لأُتمِّمَ مكارمَ الأخلاق".

ولهذا، فقد اختلف الحاكم منذ بداية طلبه للحديث - وهو في سن الحادية عشرة - إلى مؤدِّب على مدى أربع سنين، لكي يتأدَّب بآداب طالب الحديث.

مؤدِّب الحاكم:

هو محمَّد بن علي الأديب، أبو العباس الكرخي، ترجم له الحاكم في تاريخه (٢) فقال: "مؤدبنا، وكان من الأدباء الزهّاد العلماء، ولم يكن بعد ابن سلمة للتأديب بنيسابور مثله، كان يبكّر من منزله إلى أن يجيء إلى مدرسته في سكّة الدهّانين، يقرأ نصف سُبع، ثمَّ يقعد إلى أن نقرأ وِردنا من الأدب عليه. ولقد اختلفتُ إليه أربع سنين، من سنة اثنتين وثلاثين إلى سنة ست، فما رأيته قط أفطر إلا يومي العيد وأيام التشريق، وكان يتعمّم ويرتدي على السُّنَّة، ويُرخي عمامته خلف ظهره. توفي في ذي الحجة سنة ثلاث وأربعين وثلاثمائة".

نبوغه وتقدُّمه منذ بداية طلبه للحديث:

[١) استملائه على الحافظ ابن حبان وهو ابن ثلاث عشرة سنة]

قال الحاكم في تاريخه (٣): "ولما ورد ابنُ حبَّان نيسابور سنة أربع


(١) (٢/ ٦١٣)، وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم، ووافقه الذهبي، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (٤٥).
(٢) تاريخ نيسابور (ترجمة/ ٧٧٢).
(٣) تاريخ نيسابور (ترجمة/ ٦٩٣).

<<  <   >  >>