للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقال: "قال أبو بكر البيهقي: كان ابن قُتَيبة يرى رأي الكرّامية. ونقل صاحب "مرآة الزمان" - بلا إسناد - عن الدارقطني أنه قال: كان ابن قُتَيبة يميل إلى التشبيه. قلتُ (١): هذا لم يصح، وإنّ صحَّ عنه فسُحْقًا له، فما في الدين محاباة.

وقد أنبأني أحمد بن سلامة، عن حمّاد الحرّاني، أنه سمع الحافظ السَّلَفي يُنكر على الحاكم في قوله: لا تجوز الرواية عن ابن قتيبة. ويقول: ابن قتيبة من الثِّقات وأهل السنة. ثم قال: لكن الحاكم قصده لأجل المذهب. قلتُ (٢): عهدي بالحاكم يميل إلى الكرّامية، ثم ما رأيتُ لأبي محمَّد في كتاب "مُشكَل الحديث" ما يُخالِف طريقة المُثْبِتَة والحنابلة، ومن أن أخبار الصِّفات تُمَرُّ ولا تتأوَّل، فاللهُ أعلم" (٣).

وأتى ابن حجر بتحقيقٍ يُروي الغليل فقال: "فَسَّر الصلاح العلائي كلام السَّلَفي أنه أراد بالمذهب ما نقل عن البيهقي أن ابن قتيبة كان كرّاميًّا، وما نقل عن الدارقطني مما تقدَّم. قال العلائي: وهذا لا يصح عنه، وليس في كلامه ما يدل عليه، ولكنه جارٍ على طريقة أهل الحديث في عدم التأويل.

قلت (٤): والذي يظهر لي، أن مراد السِّلَفي بالمذهب النَّصْب، فإن في ابن قتيبة انحرافًا عن أهل البيت، والحاكم على ضد من ذلك، وإلا فاعتقادهما معًا فيما يتعلَّق بالصفات واحد، وسمعت شيخي العراقي يقول: كان ابن قتيبة كثير الغلط" (٥).

٣) التشيُّع:

قال الخطيب - مترجمًا للحاكم -: "كان من أهل العلم والفضل


(١) أي: الذهبي.
(٢) أي: الذهبي.
(٣) سير أعلام النبلاء (١٣/ ٢٩٨ - ٢٩٩).
(٤) أي: ابن حجر.
(٥) لسان الميزان (٣/ ٣٥٩).

<<  <   >  >>