وأما حديث "من كنتُ مولاه فعلي مولاه"، فقد أخرجه أحمد في "المسند" وغيره عن عدد من الصحابة، وقال الذهبي في تذكرة الحفاظ (٣/ ١٠٤٣): له طرق جيدة، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (١٧٥٠). وأما حديث "الطير" فقد أخرجه الحاكم في المستدرك (٣/ ١٣٠ - ١٣١) من حديث أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: كنتُ أخدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقُدِّم لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فرخ مشوي، فقال: "اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي من هذا الطير"، قال: فقلت: اللهمَّ اجعله رجلًا من الأنصار، فجاء علي - رضي الله عنه - فقلت: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على حاجة، ثم جاء فقلت: إنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على حاجة، ثم جاء فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "افتح"، فدخل. قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. وقد رواه عن أنس جماعة من أصحابه زيادة على ثلاثين نفسًا، ثم صحَّت الرواية عن علي وأبي سعيد الخدري وسفينة. اهـ. وقد ألَّف عددٌ من العلماء جزءًا في طرق حديث الطير، منهم: ابن جرير الطبري، ابن مردويه، الحاكم، أبو طاهر محمَّد بن أحمد بن حمدان، أبو نعيم الأصبهاني، وأبو بكر الباقلاني، الذهبي. وبعون الله تعالى، سأسرد ما وقفت عليه من طرق حديث "الطير": أ - حديث أنس/ الرواة عنه: ١ - إسماعيل بن عبد الرحمن السدي: * أخرجه النسائي في خصائص علي (ص ٢٥) من طريق مسهر بن عبد الله (قال البخاري: فيه بعض النظر)، عن عيسى بن عمر، عن السدي (وهو صدوق يهم، رمي بالتشيع). * * وأخرجه الترمذي (٣٧٢١) قال: حدثنا سفيان بن وكيع (وهو ساقط الحديث)، حدثنا عبيد الله بن موسى، عن عيسى بن عمر، عن السدي (وهو صدوق يهم، رمي بالتشيع). وقال الترمذي: هذا حديث غريب. ٢ - يحيى بن سعيد الأنصاري: أخرجه الطبراني في المعجم الأوسط (٦٥٦١) والحاكم في المستدرك (٣/ ١٣٠ - ١٣١) من طريق محمَّد بن أحمد بن عياض بن أبي طيبة، =