للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقال أبو يعلى الخليلي القزويني: "بلغت تصانيفُهُ الكتبَ الطوال، والأبواب، وجمع الشيوخ المكثرين والمُقِلِّين، قريبًا من خمسمائة جزء، ويستقصي في ذلك، يؤلَّف الغَثَّ والسَّمين، ثم يتكلم عليه فيبيِّن ذلك" (١).

وقال ابن قاضي شهبة في طبقات الشافعية (١/ ١٩٧): "بلغت تصانيفه قريبًا من خمسمائة جزء، وقيل: ألف جزء، وقيل: ألف وخمسمائة جزء".

ونقل الذهبي عن محمَّد بن طاهر الحافظ قال: "سألتُ أبا القاسم سعد بن علي الزنجاني بمكّة، قلت له: أربعة من الحفّاظ تعاصروا، أيّهم أحفظ؟ فقال: مَنْ؟ قلت: الدارقطني ببغداد، وعبد الغني بمصر، وأبو عبد الله بن مندة بأصبهان، وأبو عبد الله الحاكم بنيسابور. فسكت، فألححتُ عليه، فقال: أما الدارقطني فأعلمهم بالعلل، وأما عبد الغني فأعلمهم بالأنساب، وأما ابن مندة فأكثرهم حديثًا مع معرفة تامة، وأما الحاكم فأحسنهم تصنيفًا" (٢).

ب - دعاء الحاكم أن يرزقه الله حُسن التصنيف:

قال أبو حازم العبدوي: "سمعت الحاكم يقول: شربتُ ماء زمزم، وسألتُ اللهَ أن يرزقني حُسْنَ التصنيف" (٣).

ويقصد الحاكم ما رواه في المستدرك (٤) من حديث ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ماءُ زمزم لِما شُرِبَ له". وأظن أن الحاكم تبع - بعد اقتدائه بهدي النبي - صلى الله عليه وسلم - الإِمام ابن خزيمة في دعائه عند شرب زمزم، إذ قال في ترجمته في تاريخه: "أخبرنا أبو بكر محمَّد بن جعفر، سمعتُ


(١) الإرشاد (ص ٨٥٢).
(٢) تاريخ الإِسلام (٤٠١ - ٤٢٠ هـ) (ص ١٣١).
(٣) تبيين كذب المفتري (ص ٢٢٨).
(٤) (١/ ٤٧٣) وقال: صحيح الإسناد إنْ سلم من الجارودي. وقال الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (١١٦٤): حسن لغيره.

<<  <   >  >>