القباني، وبهراة عثمان بن سعيد الدارمي. سمعتُ أبا زكريا العنبري يثني عليه. وتوفي سنة أربعين وثلاثمائة؛ وهو ابن تسعين سنة.
[٦٦٥] محمد بن جعفر بن محمد بن مطر العدل، أبو عمرو الزاهد النيسابوري.
[ب ت درر] قال الحاكم: شيخ العدالة ومعدن الورع، معروف بالسماع والرحلة والطلب على الصدق والضبط والإتقان.
[ب] ولقد حدثني الثقة من أصحابنا أن صدرًا من صدور أهل العلم بنيسابور قال له: يا أبا عمرو، فاتك أبو عبد الله البوشنجي! فقال: الرجل مَنْ إذا لم يسمع الشيء يمكنه أن يقول لم أسمع. روى عنه حفاظ نيسابور.
[ب ت س] وأعجب من ذلك أنا كتبنا عن محمد بن صالح بن هانئ، عن أبي الحسن الشافعي، عن أبي عمرو بن مطر، وقد ماتا قبله ببضعة عشر سنة.
[ت س درر] وهو الذي انتقى الفوائد على أبي العباس الأصمّ، فأحيا الله علمَ الأصمِّ بتلك الفوائد، فإن الأصمَّ أفسد أصوله، واعتمد على كتاب أبي عمرو بن مطر.
[درر] فكان يقرأ من كتابه زيادة على عشرة آلاف حديث.
[ت] وحدثني أبو زيد بالكوفة، حدثنا أبو عمرو محمد بن جعفر النيسابوري بالكوفة سنة ست وثلاثمائة، ثنا سليمان بن سلام … (١).
[ت س] وقَلَّ ما رأيت أصبرَ على الفقر من أبي عمرو، وكان يتجمّل بدست ثياب للجمعات وحضور المجلس، ويلبس في بيته فروة ضعيفة، ويأكل رغيفًا وبصلة أو جزرة، وبلغني أنه كان يحيي الليل، وكان يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، ويضرب اللَّبِن لقبور الفقراء، ولم أرَ في مشايخنا له في الاجتهاد نظيرًا، رحمه الله.
[ب ت س] توفي في جمادى الآخرة سنة ستين وثلاثمائة؛ وهو ابن خمس وتسعين سنة.
[ب] ودفن في مقبرة الحيرة. جاءنا نعيه وأنا بنسَا.
[٦٦٥] مصادر ترجمته: الأنساب (مادة: المطري)، تاريخ الإسلام (٣٥١ - ٣٨٠ هـ) (ص ٢١٣ - ٢١٤)، سير أعلام النبلاء (١٦/ ١٦٢ - ١٦٣)، الجواهر والدرر في ترجمة شيخ الإسلام ابن حجر (١/ ٩٤) للسخاوي.