للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

سماعاته الصحيحة، وحُمِلَت إلى منزلي، فخرَّجتُ له الفوائد في عشرة أجزاء، وقلتُ: دعِ الأصول عندي صيانةً لها وحدِّث بالفوائد. فلما كان بعد سنين حمل تلك الأصول وفرّقها على الناس وذهبت، ومَدَّ يده إلى كتب غيره فقرأ منها".

وقال الحاكم في تاريخه (١): "قلتُ لأبي أحمد الحاكم الحافظ: إن أبا عبد الله بن أبي ذهل قد أُلقي إليه ما كان جرى بينك وبين أبي علي الحافظ في سماعك من محمَّد بن أحمد بن الحسن بن خراش، فلو أذنت في حمله إلى ها هنا وأمليت تلك الأحاديث من أصلك، فشكرني على قولي وقال: وكرامة، فحملتُ أبا عبد الله إليه ومعه جماعة من أهل الحديث، فأخرج كتابه بخط يده - الأصل العتيق المؤرَّخ -، وأخرج أصل أخيه أبي الحسن بخطه الذي كان أبو علي يقول: إن المجلس إنما سمعه معي ومع أبي بكر بن الجعابي أبو الحسن قبل ورود أبي أحمد بغداد، فأملَّه علينا وتأمل أبو عبد الله، فلما خرجنا قال أبو عبد الله: واللهِ لو عرض هذا الأصل على أحمد بن حنبل وعلي بن المديني لرضياه".

وقال الحاكم في تاريخه (٢): "قُمنا يومًا من عند حامد بن محمَّد الرفّاء ودخلت على أبي علي الحافظ، فقال: يا أبا عبد الله! يمكنك أن تذكر لي عن هذا الشيخ حديثًا أستفيده، قلت: بلى، تحفظ: عن شعبة عن حنظلة السدوسي عن أنس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قصة العرنيين؟ فقال: لا واللهِ، فقلت: قُمْ معي حتى تسمعها، فقام في الوقت ومشى معي إلى حامد وسمع الحديث وشكرني عليه" (٣).

[د) سعيه للصلح بينهم]

قال الحاكم في تاريخه (٤) في ترجمة أبي الفضل عبد الرحمن بن علي


(١) تاريخ نيسابور (ترجمة/ ٨٣٠).
(٢) تاريخ نيسابور (ترجمة/ ٢٧٢).
(٣) وذكر الحاكم أنَّه كان عمره آنذاك إحدى وعشرين عامًا.
(٤) تاريخ نيسابور (ترجمة/ ٤١٩).

<<  <   >  >>