التميمي:"كنتُ قد تكنيت بأبي أحمد وأبي الفضل للوحشة القائمة بينهما، فمرَّة كنت أتوسّط ومرّة آيس من صلحهما رحمة الله عليهما".
[هـ) تعزيته لهم وإفادتهم في نفس الوقت]
قال الحاكم:"جمعني وأخانا محمَّد بن إسحاق ابن مندة الأصبهاني يرحمنا الله وإياه مجلس حضره عبد الله بن حامد الأصبهاني، فذكر لي وفاة ابنه وبكى، فقلتُ له أُبَشِّرُكَ بما بَشَّرَ به أبو طلحة الخولاني أبا سنان:
أخبرنا أبو بكر بن إسحاق الفقيه، أنا أحمد بن إبراهيم بن ملحان، أخبرنا أبو نصر التمار، أخبرنا حماد بن سلمة، عن أبي سنان قال: دفنتُ ابني سنانًا، فقعدتُ على شفير القبر، فأخذ بيدي أبو طلحة الخولاني فقال: ألا أُبَشِّرك، حدثني الضحاك بن عبد الرحمن بن عرزب، أنَّ أبا موسى الأشعري حدَّثَ، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا قُبِضَ ولد العبد قال الله تعالى لملائكته: قبضتم ولد عبدي وثمرة فؤاده، فماذا قال؟ قالوا: حَمِدَكَ وقال خيرًا. قال: فابنوا له بيتًا في الجنة وسَمُّوه بيتَ الحَمْد" (١).
فقال: نعم هذا حديث مشهور، بحماد بن سلمة.
فقلتُ: أبو سنان هذا، من هو؟
قال: ليس بالشيباني، ولا بالقزويني.
فقلتُ: فمن هو، وما اسمه، ومن أي بلدٍ هو؟
فقال: أظُنُّه من أهل البصرة.
فقلتُ: هذا رجل من فلسطين، واسمه عيسى بن سنان، وقد روى عنه غير حمّاد بن سلمة. أخبرني الحسين بن محمَّد الدارمي، أخبرنا عبد الرحمن بن أبي حاتم قال: أبو سنان القسملي اسمه عيسى بن سنان، هو فلسطيني شامي، قدم البصرة، روى عن الضحاك بن عبد الرحمن بن عرزب
(١) أخرجه الترمذي (١٠٢١) وقال: حسن غريب، وحسنه الألباني في السلسلة الصحيحة (٨١٤).