وجوّده، ثم اجتمعنا بعد ذلك بنيسابور، ثم كتبنا عنه ببخارى سنة خمس أو ست وخمسين، وكان قلّ ما يفارقنا سنين، وتوفي رحمه الله ببخارى في شهر رمضان سنة تسع وخمسين وثلاثمائة (١).
[ك ت س] سمعت عبد الصمد بن محمد البخاري يقول: سمعت أبا بكر بن حرب - شيخ أهل الرأي في بلدنا - يقول: كثيرًا ما أرى أصحابنا في مدينتنا هذه يظلمون أهل الحديث، كنت عند حاتم العتكي، فدخل عليه شيخ من أصحابنا من أهل الرأي، فقال: أنت الذي تروي أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أمر بقراءة فاتحة الكتاب خلف الإمام؟ فقال: قد صحَّ الحديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في ذلك - يعني قوله:"لا صلاة إلَّا بفاتحة الكتاب" -، فقال له: كذبتَ، إن فاتحة الكتاب لم تكن في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم -، إنما نزلت في عهد عمر بن الخطاب (٢).
[٤٤٥] عبد الحميد بن عبد الرحمن بن الحسين، القاضي بن القاضي، أبو الحسن بن أبي سعيد النيسابوري، وكان من أفراد زمانه، ومن الذين به افتخار [٤٦/ أ] لأهل زمانه لا لأهل نيسابور خاصة، توفي ببخارى رضي الله عنه، وحُمِل تابوته إلى نيسابور.
قال الحاكم: كان من أفراد زمانه في العلم والحلم والعقل والمروءة، أطال المقام بالريّ وبأصبهان وبغداد، وعرض عليه المطيع قضاء بغداد فامتنع، وراسله غير مرّة فلم يُجِبْ.
مدحته الشعراء، وفيه يقول بعضهم:
كان عبد الحميد يُدعى أديبًا … فامَّحى ذكره بعبد الحميدِ
ولشتَّان بين ذاك وهذا … إنْ تأمّلت في النَّدى والجودِ
توفي سنة سبع وخمسين وثلاثمائة.
[حدثني عبد الحميد بن عبد الرحمن القاضي، حدثني أبي، نا محمد بن
[٤٤٥] مصادر ترجمته: تاريخ الإسلام (٣٥١ - ٣٨٠ هـ) (ص ١٦٣).