للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

عن حريم الإسلام، المتعصّبين لأهل السُّنَّة، كثير الصلاة والصيام والصدقة، ورد نيسابور في حياة أبي بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة، ورآه ولم يحدّث عنه تورّعًا. سمع أبا بكر محمد بن أحمد بن إدريس الحلبي بحلب، وأبا علي محمد بن سعيد الحافظ الحرّاني بالرّقة، وأبا إبراهيم إسماعيل بن إبراهيم القطّان بنيسابور، وغيرهم.

كان سمع بأصبهان في صباه من جماعة، فحدّثني أنه لم يصِل إلى سماعاته منهم، وذهبت سماعاته بأصبهان، وسمع بالشام، وخرج من نيسابور بعسكر كثير إلى غزاة قاليقلا سنة أربع وخمسين وثلاثمائة.

فسمعت أبا الحسن علي بن محمد الورّاق يقول: خرجنا مع أبي الحسن اليزدي من طرسوس ونحن متوجَّهون إلى غزاة الروم، فلما توجّهنا للقتال كان شعارنا: يَزْديًا منصور.

وسمعته يقول: دُفِعنا في حرب الروم عند متوجهنا إلى الغزو إلى أمر عظيم، وذاك أن الغسانيين صلن في مضيق وأخذ العدو علينا الطريق، فذكرت حديث الغار، قلت: اللهم إن كنت تعلمُ أني خلفت أسبابًا كنت أغنيتني بها عن السعي في طلب الرزق، وقد توجهت إلى هذا الوجه طلبًا لغزو الإسلام؛ فأنقذني اليوم. فأخرجني الله من أيديهم بعد أن كنت أيست من روحي، واستنقذ معي جماعة من المسلمين الذين كانوا ساروا تحت رايتي.

هذا أو نحوه، فإنه حدثني ونحن بنَسا بحديث أطول من هذا.

ومات بنيسابور في الثاني من المحرّم سنة ثلاث وسبعين وثلاثمائة، ودُفِن في القبة التي بناها لنفسه في حياته، وتوفي وهو ابن اثنتين وثمانين سنة.

[٥٨٧] محمد بن أحمد بن محمد بن محمود، أبو العباس القباني النيسابوري.

قال الحاكم: الشيخ الصالح على الحقيقة، كان يورّق ولا يأكل إلَّا من كَسْب يده، ثم ما كنا نصعد إلى حجرته في سكة الدقاقين إلَّا يطيّبنا، ويُتحفنا


[٥٨٧] مصادر ترجمته: الأنساب (مادة: القباني).
وترجم له الذهبي في تاريخ الإسلام (٣٥١ - ٣٨٠ هـ) (ص ٥٠٥).

<<  <   >  >>