للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

الفصل السابع: عقيدة الحاكم السَّلَفِيَّة

[أ - موقفه من الأسماء والصفات]

عَدَّ السبكيُّ الحاكمَ أشعريًّا في طبقات الشافعية الكبرى (٤/ ١٦٢)، وذكر أنَّ مشايخه الذين كانت له بهم خصوصية من المتصلِّبة في عقيدة أبي الحسن الأشعري، كالشيخ أبي بكر بن إسحاق الضِّبغي، وأبي بكر بن فورك، وأبي سهل الصعلوكي، وذكر أن ابن عساكر أثبته في عداد الأشعريين في كتابه "تبيين كذب المفتري".

فأقول، وبالله العليّ أستعين:

١ - إن ابن عساكر ذكر الحاكم في كتابه من الأشعريين من غير أن يأتي بدليل من كلام الحاكم أو غيره يشهد له بالأشعرية.

٢ - إن السبكي لا يقبل قوله، لأنه - كما قيل - لو استطاع لعَدَّ الشافعي أشعريًّا، والمضحك أنه نقل في ترجمته لابن خزيمة في طبقاته (٢/ ١٣٥/ ط. دار المعرفة) تأويله لحديث الصورة، ثم قال أن تأويل ابن خزيمة "شاهد صحيح لا يرتاب فيه من أن الرجل بريء عما ينسب إليه المشبِّهة (١) وتفتريه عليه الملحدة، وبراءة الرجل منهم ظاهرة في كتبه وكلامه (!!) ولكن القوم


(١) يقصد السبكي بـ "المشبِّهة" أهل الحديث السلفييّن كعادته، وأحيانًا يسمِّيهم "الحَشويّة".

<<  <   >  >>