للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

يخبطون عشواء ويمارون سفهًا". وتغاضى السبكي النظر عن أن تأويل ابن خزيمة لحديث الصورة (١) ذكره في "كتاب التوحيد وإثبات صفات الرب - عز وجل - التي وصف بها نفسه" الذي ملأه من أوله إلى آخره بإثبات الصفات لله - عز وجل -، كصفة الوجه والعينين واليدين والاستواء والكلام والضحك والنزول وغيرها من الصفات. فلماذا أعرضت يا سبكي عن كتاب الرجل بأكمله وتعلَّقتَ بهذه المسألة الواحدة، فنقول لك: "إن كلام ابن خزيمة في "كتاب التوحيد" شاهد صحيح لا يرتاب فيه من أنه سلفيّ العقيدة، بريء عما نسبته إليه من الأشعرية".

٣ - ذكر السبكي "أن مشايخ الحاكم الذين كانت له بهم خصوصيّة من المتصلِّبة في عقيدة أبي الحسن الأشعري، كالشيخ أبي بكر بن إسحاق الصبغي … " اهـ.

قال عبد الغافر الفارسي: "اختصّ الحاكم بصحبة إمام وقته أبي بكر أحمد بن إسحاق بن أيوب الصَّبغي، فكان في الخواص عنده والمرموقين" (٢).

وترجم الحاكم للصبغي أول ترجمة في طبقة شيوخه من "تاريخ نيسابور"، وذكر أنه توفي سنة اثنتين وأربعين وثلاثمائة، أي أن سن الحاكم وقتها كان إحدى وعشرين، فهو شيخه الذي تأسّس عليه منذ بداية طلبه للعلم، فهل عقيدة شيخه أشعريَّة كما "زعم" السبكي؟

قال البيهقي في كتاب "الأسماء والصفات" (ص ٥٣١): قال أبو عبد الله الحافظ (٣): قال الشيخ أبو بكر أحمد بن إسحاق بن أيوب الفقيه: "قد تضع العرب (في) بموضع (على)، قال الله - عز وجل -: {فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ} وقال: {وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ} ومعناه على الأرض وعلى النخل،


(١) قال الذهبي في سير أعلام النبلاء (١٤/ ٣٧٥ - ٣٧٦): تأوّل ابن خزيمة حديث الصورة، فَلْيُعْذر من تأوّل بعض الصفات. وأما السَّلَف فما خاضوا في التأويل.
(٢) السياق لتاريخ نيسابور (المنتخب/ ص ١٦).
(٣) هو الحاكم، ويقصده البيهقي عند إطلاقه لفظ (أبي عبد الله الحافظ)، وقد فعل هذا البيهقي آلاف المرات في كتبه.

<<  <   >  >>