قال الحاكم: سمع بخراسان أبا عبد الله محمد بن إبراهيم العبدي وأحمد بن نجدة القرشي وأبا بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة، وبالعراق أبا محمد عبد الله بن محمد بن ناجية والقاسم بن زكريا المطرز، وبالحجاز محمد بن إبراهيم الديبلي، وغيرهم. توفي سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة.
[أنا أبو معشر موسى بن محمد بن موسى الماليني، أنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن سعيد، نا محمد بن حميد بن فروة، حدثني أبي حميد بن فروة قال: لما استقرّت للمأمون الخلافة دعا إبراهيم بن مهدي - المعروف بابن شكلة - فوقف بين يديه فقال: يا إبراهيم أنت المؤلَّب علينا يدَّعي الخلافة. فقال إبراهيم: يا أمير المؤمنين أنت ولي الدار والمحكم في القصاص والعفو أقرب للتقوى، وقد جعلك الله فوق كل ذي ذنب كما جعل كل ذي ذنب دونك، فإنْ أخذتَ أخذتَ بحق وإنْ عفوت عفوت بفضل، ولقد حضرت أبي وهو جدك وأُتِي برجل كان جرمه أعظم من جرمي، فأمر الخليفة بقتله، وعنده المبارك بن فضالة، فقال المبارك: إنْ رأى أمير المؤمنين أن يتأنى في أمر هذا الرجل حتى أحدثه بحديث سمعته من الحسن، فقال: إيه يا مبارك، فقال: حدثني الحسن عن عمران بن حُصَين قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا كان يومُ القيامة نادى مُنادٍ من بطنان العرش: ألا ليقومن العافون من الخلفاء الى أكرم الجزاء، فلا يقوم إلا مَن عفا". فقال الخليفة: إيْها يا مبارك، قد قبلت الحديث بقبوله وقد عفوت عنه. فقال المأمون: وقد قبلت الحديث بقبوله وعفوت عنك ها هنا (١)] (٢).