للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

٤) شره الحاكم في السَّماع:

وقد يكون شيخ الحاكم من الضعفاء الكذابين المعروفين بسرقة الأحاديث، ومع عِلْمِ الحاكم بحاله يروي عنه، وما يحمله على ذلك إلا الشَّرَه، كما حكى عن نفسه في تاريخه (١) في ترجمة أبي علي محمَّد بن علي البرنوذي المذَكِّر؛ قال: "لو اقتصر أبو علي على هؤلاء الشيوخ لصار محدِّث عصره، ولكنه أبى إلا أن يحدِّث عن جماعة من شيوخ أبيه لم يسمع منهم، مثل محمَّد بن رافع وعلي بن سلمة اللبقي وعلي بن الحسن الأفطسي وعتيق بن محمَّد الحرشي وأقرانهم، ثمَّ لم يقتصر على ذلك أيضًا حتى حدَّث عن هؤلاء الشيوخ بما لم يُتَابَع عليه. هذه حاله، والشَّرَه يحملنا على الرواية عن أمثاله، فقد روى السلف عنهم (٢).

سرق أبو علي المذكر حديث الأعمال، فحدثنا به عن عبد الله بن هاشم، عن يحيى بن سعيد القطان، عن يحيى بن سعيد الأنصاري [بسنده]. وهذا كان تفرّد به علي بن محمَّد بن العلاء عن أبي هاشم، ثمَّ حدَّث به أبو بكر الذهبي عن أبي هاشم، ثمَّ سرقه منهما أبو علي".

[٥) بعض شيوخه الذين رووا عنه]

[أ - أبو الحسن علي بن عمر الدارقطني]

كان فريد عصره، وقريع دهره، ونسيج وحده، وإمام وقته بلا مدافعة. قال الحاكم: "صار واحد عصره في الحفظ والفهم والورع، وإمامًا في القرّاء والنحويين، أول ما دخلت بغداد كان يحضر المجالس وسنّه دون الثلاثين، وكان أحد الحفاظ، ثمَّ صحبنا في رحلتي الثانية وقد زاد على ما كنت شاهدته، وحجَّ شيخنا أبو عبد الله بن أبي ذهل سنة ثلاث وخمسين وثلاثمائة


(١) تاريخ نيسابور (ترجمة/ ٧٦٦).
(٢) قال السمعاني في الأنساب (مادة: البرنوذي): والعجب أن الحاكم - رحمه الله - ذكر في حقه هذا الفصل، ثمَّ أخرج عنه حديثًا كثيرًا في "عوالي سفيان بن عيينة": عنه، عن عتيق، عن سفيان.

<<  <   >  >>