للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

وانصرف، فكان يصف حفظه وتفرده بالتقدم حتى استنكرت وصفه، إلى أن حججت سنة سبع وستين، فلما انصرفت إلى بغداد أقمت بها زيادة على أربعة أشهر، وكثر اجتماعنا بالليل والنهار، فصادفته فوق ما كان وصفه الشيخ أبو عبد الله، وسألته عن العلل والشيوخ، ودوَّنت أجوبته عن سؤالاتي، وقد سمعها مني أصحابي" (١).

وقال أبو ذر الهروي: "قلتُ للحاكم: رأيتُ مثل الدارقطني؟ فقال: هو لم يَرَ مثل نفسه، فكيف رأيتُ أنا؟ " (٢).

وقال الحاكم: "ورد عليَّ كتاب شيخنا أبي عبد الرحمن السلمي - سلّمه الله - من مدينة السلام يذكر بخط يده وفاة الشيخ الحافظ أبي الحسن علي بن عمر الدارقطني يوم الخميس لثمانٍ خلون من ذي القعدة من سنة خمس وثمانين، وقد قعدتُ للإملاء وكثر الدعاء والبكاء، ثمَّ أمليتُ عنه حديثًا، وذكرت بعده تاريخ وفاته من خط أبي عبد الرحمن، ثمَّ شهدتُ بالله أنَّه لم يخلف على أديم الأرض مثله في معرفة حديث رسول رب العالمين صلوات الله عليه وعلى آله أجمعين، وذلك في حديث أصحابه المنتخبين، والأئمة من التابعين، وأتباع التابعين، رضي الله عنهم أجمعين" (٣).

ومن رواية الدارقطني عن الحاكم ما ذكره في تاريخه (٤) قال: "حدثنا أبو بكر بن إسحاق، حدثنا يوسف بن يعقوب القزويني، حدثنا سعيد بن يحيى الأصبهاني، حدثنا سُعَير بن الخِمس، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن عبد الله قال: "من أحبَّ أن يلقى الله غدًا مسلمًا، فليحافظ على هؤلاء الصلوات الخمس حيث يُنادى بهن".

كتب عني الدارقطني هذا، وقال: ما كتبته عن أحدٍ قط".


(١) تاريخ دمشق (٤٣/ ٩٦).
(٢) تاريخ دمشق (٤٣/ ١٠٠).
(٣) تاريخ دمشق (٤٣/ ١٠٥).
(٤) تاريخ نيسابور (ترجمة/ ١).

<<  <   >  >>