أحمد فوضِع على الدَّكة، وقرأ عليه أبو أحمد الورّاق من تلك الأجزاء الخمسة ثلاثة أجزاء إلى أن أذَّنوا لصلاة العصر، وفيها: عن عبد الله بن هاشم، وعبد الرحيم بن منيب، وغيرهما.
[ب] وقال له أبو أحمد: كما قرأت عليك؟ فقال: نعم، وأشار برأسه، ولم يصِل إلى ذلك السماع.
[ب ت ل] فسمعت أبا الفضل الطوسي يقول: توفي حاجب بن أحمد في قريته فجأة سنة ست وثلاثين وثلاثمائة.
[٢٧٢] حامد بن محمد بن عبد الله بن محمد الهروي، أبو علي الواعظ المعروف بالرفّاء (١).
[ب] قال الحاكم: محدَّث خراسان في أواخر عمره، فقدم نيسابور قدمات أولها في شعبان لثلاث بقين منه من سنة اثنتين وأربعين وثلاثمائة.
[غ] وانتخبنا عليه، وكان نزل بالقرب من دار أبي علي الحافظ، فقُمنا يومًا من عنده ودخلت على أبي علي، فقال: يا أبا عبد الله! يمكنك أن تذكر لي عن هذا الشيخ حديثًا أستفيده، قلت: بلى، تحفظ عن شعبة، عن حنظلة السدوسي، عن أنس، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ قصة العرنيين؟ فقال: لا والله، فقلت: قُم معي حتى تسمعها، فقام في الوقت ومشى معي إلى حامد وسمع الحديث وشكرني عليه.
[غ] حضرتُ أبا علي الرفا سنة اثنتين وأربعين وقرئ عليه: عن علي بن عبد العزيز، عن مسلم بن إبراهيم، عن شعبة، عن الزبير بن عدي، عن أنس قال:"لا يأتي عليكم زمان إلا والذي بعده شر منه" سمعنا ذلك من نبيكم [- صلى الله عليه وسلم -](٢). فقلت للقارئ عليه: من أين كتبت هذا الحديث؟ قال: من كتاب أحمد السّرّاج، وكان غلامًا، كتبت عنه بهراة الكثير، فدعوت بالسّرّاج، فقلت له: أين كتابك بحديث شعبة؟ فأخرج إليّ على ظهر جزء له. وكان شيخنا أبو إسحاق المزكي عزم على أن يحج في تلك السنة، فسألني أن أكتب طبقًا من حديث أبي علي ليقرأ عليه
[٢٧٢] مصادر ترجمته: تاريخ بغداد (٨/ ١٧٢)، الأنساب (مادة: الرفاء).