[ب مض] دخلت بخارى سنة خمس وخمسين، وهو على القضاء بها، وكان أبوه وَليَ قضاء بخارى سبع سنين، وكنت أسمعهم يقولون في مساجدهم ومجالسهم: اللهم اغفر للقاضي الكلاباذي محمد بن أحمد؛ يعنون أباه محمدًا، فحسد بعض الزعماء أبا القاسم بذلك، فقال لأهل بخارى: أبو القاسم عبيد الله رجل معتزلي، وحرَّشهم عليه، فالتمسوا عزله عن بخارى، فقُلَّد قضاء نيسابور إجلالًا لمَحِلِّه، ولم يعزلوه إلا بولاية.
[مض] فوردها قاضيًا في ذي القعدة سنة سبع وخمسين.
[ب] فقُلِّد قضاء نيسابور وأنا ببخارى، فالتمس مني الخروج في صُحْبَتِه، فامتنعت، فخرج، ثم قُضِيَ أني وردت نيسابور، وهو بها على القضاء، فسألته،
[ب مض] فحدَّث، وانْتَخَبْتُ (١) عليه، وذلك في سنة تسع وخمسين (٢) وثلاثمائة.
[مض] ثم لحقه موجدة (٣) فاستخلف بنيسابور في سنة ستين وثلاثمائة، وترك العمل على خليفته، وخرج إلى بخارى واستعفى عن قضاء نيسابور. ولو فعل هذا غيره لعمل في دمه لكنهم احتملوه إجلالًا لمَحِلِّه، فلزم منزله ولم يتقلَّد بعد ذلك لهم عملًا، وتوفي ببخارى سنة تسع وستين وثلاثمائة.
[٤٠٥] عبيد الله بن محمد بن نافع بن مكرم بن حفص الزاهد، أبو العباس العابد البشتي، وكان من الأبدال، وجُرَّب مرةً بعد أخرى أنَّه كان مجاب الدعوة، وتوني رضي الله عنه سنة أربع وثمانين وثلاثمائة، ودفن في بيته.
[ب] قال الحاكم: كان من الورعين الزاهدين المحققين، سافر الكثير ودوَّخ البلاد، وسمع أبا زكريا يحيى بن محمد الكرميني وأبا محمد أحمد بن
[٤٠٥] مصادر ترجمته: الأنساب (مادة: البشتي)، تاريخ الإسلام (٣٨١ - ٤٠٠ هـ) (ص ٧٩ - ٨٠)، الآداب الشرعية لابن مفلح الحنبلي (٢/ ٥٥٥ - ٥٥٦). وقال الذهبي في تاريخ الإسلام: وقد ذكر الحاكم ترجمته في ست ورقات.