للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

وصوتَ السلاح، فقال: ما هذا؟ فقالوا: غاغُة العسكر قد اجتمعوا يؤلِّبون ويُلزمون الحاكم الذنب في تأخير أرزاقهم عنهم، فقال: اللهم اغفر، ثم دعا بالحلاق فحلق رأسه، وسُخِّن له الماء في مِضْرَبه ذلك، فتنوَّر ونظَّف نفسه، واغتسل، ولبس الكفن، ولم يزل طول ليلته تلك يصلَّي، فأصبح وقد اجتمعوا إليه، فبعث السلطان إليهم يمنعهم عنه، فخذلوا أصحاب السلطان، وكَبَسوا الحاكم، فقتلوه وهو ساجد! رحمه الله، واسْتُشهد الحاكم على باب مرو في مِضْرَبه، وقد اغتسل ولبس الكفن وصلَّى صلاة الصبح، والكتب بين يديه وهو يُصَنِّف بضوء الشمع، في شهر ربيع الآخر سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة.

[ب] وكان رحمه الله حفظ ستين ألف حديث من حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وتصانيفه تدل على فضله، كـ "الكافي" و"المنتقى" و"شرح الجامع" و"أصول الفقه". وقيل: لما اختصر كتاب "الكافي" الذي صنّفه الإمام الرباني محمد بن الحسن الشيباني رآه في المنام، فقال له محمد: مزّق الله جلدك كما مزّقت كتابي. فاستجاب الله دعاء محمد بن الحسن عليه، فاسْتُشْهِدَ في آخر عمره. ويقال: أن "رجلًا" رأى ليلة في المنام نارًا نزلت من السماء على قبر الحاكم الشهيد، فجاء كتاب "الكافي" وصار برزخًا بين القبر والنار حتى رجعت النار.

[٨٢٤] محمد بن محمد بن علي العطّار، أبو سعيد النيسابوري.

قال الحاكم: وكيل والي خراسان وأمينُه، وكان من عقلاء مشايخنا، ومن أولاد المياسير، ائتمنه الأمير السعيد والأمير الحميد على أملاكهما بنيسابور، ثم استعفى بعد وفاة الحميد. سمع إبراهيم بن أبي طالب وجعفر بن أحمد بن نصر الحافظ، وتوفي غرّة شهر ربيع الآخر سنة سبع وخمسين وثلاثمائة.

[٨٢٥] محمد بن محمد بن أحيد، أبو بكر البلخي.

قال الحاكم: كان من الصالحين، وفيما بلغنا أنه توفي ببلخ سنة سبع وأربعين وثلاثمائة.


[٨٢٤] مصادر ترجمته: الأنساب (مادة: العطّار).
[٨٢٥] مصادر ترجمته: تاريخ بغداد (٣/ ٢١٨)، وترجم له الذهبي في تاريخ الإسلام (٣٣١ - ٣٥٠ هـ) (ص ٣٩٠) وقال: وكان ثقة صالحًا.

<<  <   >  >>