للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

فارس، ثم جاءنا من أصبهان في شهر رمضان من سنة اثنتين وأربعين، وسألني عن أبي العباس الأصم فأخبرته بسلامته، فقال: قد نُعِي إلينا منذ أشهر، فقلت: لا … (١)، وَرَدَ عليّ خراسان، فسمع من أبي العباس أكثر حديثه، وبقي بنيسابور إلى سنة خمس وأربعين، ثم خرج إلى مرو وإلى ابن خنب ببخارى، ثم إلى كشانية إلى علي بن محتاج، وأبي يعلى النسفي، وأبي الحسن بن البحيري، فأكثر عنهم، ودخل الشاش ومنها إلى إسبيجاب وكتب بها الكثير، ثم انصرف إلى بخارى واستوطنها وتسرّى بها، ووُلِدَتْ له بنته، ولم يدنس نفسه بشيء قط مما يشين العلم وأهله.

ولد بالمغرب (٢)، وتوفي ببخارى من المشرق في رجب من سنة خمس وستين وثلاثمائة.

رأيت أبا الأصبغ في المنام وهو يمشي بزيّ أحسن ما يكون، فقلت له: أنت أبو الأصبغ؟ قال: نعم، قلت: ادعُ الله أن يجمعني وإيّاك في الجنة، فقال: إن إمام الجنة هؤلاء، ثم رفع يديه فقال: اللهم اجمعه معي في الجنة بعد عمرٍ طويل.

ورأيت أبا الأصبغ مرة أخرى في بستان فيه خضرة ومياه جارية وفُرُش كثيرة، وكأني أقول الهالة، فقلت: يا أبا الأصبغ بماذا وصلت إليه؟ أبالحديث؟ فقال: أي والله، وهل نجوتُ إلَّا بالحديث.

[٤٤٨] عبد الصمد بن محمد بن محمد بن إسحاق الزاهد الصوفي، أبو نصر بن أبي أحمد الصفار النيسابوري.

[٤٤٩] عبد العزيز بن الحسن بن أحمد الداركي الأصبهاني، أبو القاسم الفقيه.


[٤٤٨] لم أعثر له على ترجمة.
[٤٤٩] مصادر ترجمته: الأنساب (مادة: الداركي)، طبقات الشافعية الكبرى (٢/ ٢٤٠).
وأجمع المترجمون له على تسميته: عبد العزيز بن عبد الله بن محمد بن عبد العزيز، كالخطيب في تاريخ بغداد (١٠/ ٤٦٣)، والذهبي في سير أعلام

<<  <   >  >>