وثلاثمائة (١)، في السنة التي مات فيها أبو العباس الأصم.
[٨١٩] محمد بن محمد بن يوسف، أبو النضر الإمام الطوسي.
[ب ت س] قال الحاكم: ما رأيت في مشايخي أحسن صلاة ولا أبعد عن الذم منه، وكان إمامًا عابدًا، بارع الأدب، وكان يصوم النهار ويقوم الليل، ويتصدق بالفاضل من قوته، وكان يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر.
[ب] سمع بطوس تميم بن محمد وإبراهيم العنبري، وكتب عنهما جميعًا "المسند"؛ فقد صنفاه.
[ت س كث] رحلتُ إليه إلى طوس مرتين.
[س كث] وسمعت كتابه المخرج على "مسلم".
[ب ت س] وسألته: متى تتفرغ إلى التصنيف مع ما أنت فيه من هذه الفتاوى والتوسط؟ قال: قد جزأت الليل ثلاثة أجزاء: جزءًا للتصنيف، وجزءًا لقراءة القرآن، وجزءًا للنوم.
[ت س كث] سمعتُ أحمد بن منصور الحافظ يقول: أبو النضر يُفتي الناس من سبعين سنة أو نحوها، ما أُخِذَ عليه في فتوى قط.
[ت س كث] دخلتُ طوس، وأبو أحمد الحافظ على قضائها، فقال لي: ما رأيت قَطُّ في بلدٍ من بلاد الإسلام مثل أبي النضر، رحمه الله.
[ب ت كث] توفي بطوس في شعبان سنة أربع وأربعين وثلاثمائة.
[ب] رؤي أبو النضر في المنام بعد وفاته لسبع ليالٍ، فقيل له: وصلتَ إلى ما طلبتَه؟ فقال: إي والله، نحن عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وبشرُ بن الحارث يحجبنا بين يديه ويرافقنا. قلت (٢): كيف وجدت مصنفاتك في الحديث؟ قال: قد عرضتها كلها على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فرضيها.
[٨١٩] مصادر ترجمته: الأنساب (مادة: الطوسي)، تاريخ الإسلام (٣٣١ - ٣٥٠ هـ) (ص ٣١١ - ٣١٢)، سير أعلام النبلاء (١٥/ ٤٩٠)، طبقات الشافعيين لابن كثير (ص ٢٦٩).